أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بالرئيس الأميركي دونالد ترمب لإلقائه اللوم في النزاع الأوكراني على التحركات الرامية إلى ضم كييف لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال لافروف أمام المشرعين في مجلس الدوما الروسي: «إنه أول قائد غربي حتى الآن، وفي رأيي، القائد الغربي الوحيد الذي قال في العلن وبصوت عالٍ: إن أحد الأسباب العميقة للوضع الأوكراني كان موقف الإدارة (الأميركية) السابقة وإصرارها على جر أوكرانيا إلى الناتو».
وكان ترمب قال: إنّه أصبح أكثر «ثقة» بإمكانية التوصّل إلى اتّفاق مع موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا التي انتقد بشدّة رئيسها فولوديمير زيلينسكي، مشيراً إلى «احتمال» أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري. وخلال مؤتمر صحافي عقده في منتجع مارالاغو الخاص به بولاية فلوريدا، قال ترمب إنّ محادثات الرياض كانت «جيّدة جداً». وأوضح أنّه بعد هذه المحادثات أصبح «أكثر ثقة» بإمكانية التوصّل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وأضاف: «روسيا تريد أن تفعل شيئاً. إنهم يريدون وضع حدّ للهمجية الوحشية». وعندما سئل عما إذا كان من الممكن أن يلتقي بوتين قبل نهاية الشهر الجاري، أومأ ترمب برأسه وأجاب: «هذا محتمل».
وأجرى ترمب الأسبوع الماضي اتصالاً هاتفياً ببوتين لبحث سبل وقف الحرب في أوكرانيا، في مبادرة أحدثت صدمة في أوروبا وأثارت هلع أوكرانيا. واستغلّ ترمب مؤتمره الصحافي الثلاثاء لانتقاد زيلينسكي الذي ندّد بتغييب بلاده عن محادثات الرياض رغم أنّها محور هذه المحادثات. ورداً على قول زيلينسكي إنّ الأميركيين والروس أجروا في الرياض محادثات «حول أوكرانيا من دون أوكرانيا»، قال الرئيس الأميركي: «أنا أشعر بخيبة أمل كبيرة» بسبب هذا التصريح. وأضاف: «لقد سمعتُ أنهم (الأوكرانيين) انزعجوا لأنهم لم يحصلوا على مقعد (إلى طاولة المحادثات)، رغم أنّه كان لديهم مقعد مدى ثلاث سنوات وقبل ذلك بأمد طويل». وما هي إلا دقائق حتى كرّر ترمب انتقاده لزيلينسكي. وقال: «لقد سمعتُ اليوم (لم تتمّ دعوتنا). حسناً، لقد كنتم هناك لمدة ثلاث سنوات. كان يجب أن تنهوها قبل ثلاث سنوات. كان يجب ألا تبدأوها أبداً»، في إشارة إلى الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. كما اتّهم الملياردير الجمهوري أوكرانيا باختلاس قسم من المساعدات التي قدّمتها بلاده لها منذ بدء الحرب. وقال: إنّ «الرئيس زيلينسكي أبلغني الأسبوع الماضي بأنّه لا يعرف أين ذهب نصف الأموال التي قدّمناها لهم»، قبل أن ينتقد عدم إجراء انتخابات في أوكرانيا منذ الغزو الروسي.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن تؤيّد إرغام كييف على تنظيم انتخابات، كما تطالب بذلك روسيا على الأرجح، قال الرئيس الأميركي: «لدينا وضع لم تجرَ فيه انتخابات في أوكرانيا، حيث لدينا أحكام عرفية بالدرجة الأولى، وحيث رئيس أوكرانيا -يؤسفني أن أقول هذا- لديه نسبة تأييد شعبي تبلغ 4 في المائة». وبشأن ما إذا كان يدعم فكرة إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا، قال ترمب: «إذا أرادوا القيام بذلك، فهذا رائع. أنا أؤيد ذلك بالكامل»، مؤكداً أنّ بلاده ليست مضطرة لإرسال جنود «إلى هناك، لأنّنا، كما تعلمون، بعيدون جداً». كما دعا ترمب إلى «إعادة التوازن» بين أوروبا والولايات المتّحدة في المساعدات التي تقدّمها كلّ منهما إلى أوكرانيا. وقال: «لقد أعطيناهم على ما أعتقد 350 مليار دولار، إنه مبلغ كبير، وعلينا أن نعيد التوازن مع أوروبا، لأنّ أوروبا أعطت مبلغاً أقل بكثير من ذلك».