أشعل المهاجم الشاب لامين يامال، لاعب نادي برشلونة، التوتر قبل ساعات من مواجهة الكلاسيكو أمام ريال مدريد في ملعب سانتياغو برنابيو، بعدما وجّه سلسلة من التصريحات والرسائل التي أثارت موجة غضب داخل الشارع المدريدي. اللاعب الذي برز هذا الموسم بموهبته الكبيرة داخل الملعب، وجد نفسه في قلب الجدل بسبب مواقفه خارج المستطيل الأخضر، مما جعل الأنظار تتركز عليه قبل القمة المنتظرة.

وبحسب وسائل إعلام إسبانية، فقد ظهر يامال عبر بث مباشر على منصة «تويتش» مع صديقه المؤثر المعروف إيباي يانوس، المشجع لريال مدريد، وعند سؤاله عن رأيه في النادي الملكي قال: «ريال مدريد يسرقون، ثم يشتكون… بالطبع يفعلون ذلك». وتابع: «آخر مرة لعبت في البرنابيو فزنا 4 – 0».

وأكدت التقارير أن هذا التصريح جاء في إطار مزاح بين الطرفين، غير أنه أثار غضباً واسعاً، نظراً لحساسيته، خصوصاً أن برشلونة نفسه يخضع لتحقيقات في قضية نيغريرا التحكيمية.

وأشارت أيضاً إلى أن تصريحات اللاعب فتحت الباب أمام احتمالية ردود فعل قوية من جماهير ريال مدريد، كما أفادت بأن داني كارفاخال يأمل في التحدث مع اللاعب مباشرة خلال المباراة، في إشارة إلى حالة التوتر التي خلّفتها تصريحاته.

ولم يكتف يامال بذلك، إذ واصل استفزاز جماهير النادي الملكي عبر حسابه في منصة «إنستغرام»، حيث نشر صورة وهو يحتفل أمام مشجعي الريال، قبل أن يشارك مقطعاً مرئياً قال فيه إن اللاعب الذي يأتي من الحي لا يبحث عن الشهرة، بل يقاتل من أجل مستقبله، وأن الضغط الحقيقي موجود في عيون من يؤمنون به. وأضاف أن احتفاله بالأهداف لا يكون بدافع الغرور، بل لأنه يدرك أن الهدف بإمكانه تغيير كل شيء له ولمشجعيه وللحي الذي خرج منه، قبل أن يختم المقطع بقوله: «تركت خوفي في ماتارو منذ زمن بعيد».

وتقول وسائل الإعلام الإسبانية إن هذه السلوكيات لم تمرّ مرور الكرام داخل المنتخب الإسباني، حيث طالب قادة الفريق، مثل ألفارو موراتا وإيمريك لابورت، بضرورة توجيه اللاعب واحتوائه، خصوصاً أنه ما زال في عمر الثامنة عشرة. كما أفادت بأن إدارة برشلونة تدرك امتلاكها لموهبة استثنائية في صفوفها، لكنها قلقة من اندفاع اللاعب خارج الملعب، وتسعى لضبط تصرفاته دون فرض قيود مباشرة عليه.

وتبرز المخاوف لدى النادي الكاتالوني من أن يتحول اللاعب إلى هدف أول لهتافات جماهير ريال مدريد، بعدما كان يحظى باحترام سابق في البرنابيو، لا سيما خلال مشاركته مع المنتخب أمام البرازيل العام الماضي.

وعشية اللقاء المنتظر، حاول الجهازان الفنيان في الناديين خفض مستوى التوتر. وقال ماركوس سورغ، مساعد مدرب برشلونة في المؤتمر الصحافي قبل المباراة، إن هذه الأجواء المتوترة ستمنح اللاعب دافعاً إضافياً لتقديم أفضل أداء له. بينما رفض مدرب ريال مدريد تشابي ألونسو الخوض في تصريحات اللاعب، مؤكداً أن الأولوية هي لما سيحدث على أرض الملعب، وأن التركيز منصبّ على الجانب الفني والفريق ككل.

ويحتل ريال مدريد صدارة الدوري بفارق نقطتين عن برشلونة قبل «الكلاسيكو»، مما يزيد من أهمية المواجهة ودرجة الترقب حول ما سيقدمه لامين يامال، وهل سيتمكن من ترجمة جرأته إلى أداء مقنع في قلب البرنابيو، أم أن ضغط المدرجات سيكون أكبر من أن يُحتوى؟

شاركها.
Exit mobile version