أكدت حركة حماس، الأربعاء، أن إغلاق إسرائيل “شارع صلاح الدين” الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، يمثل “انقلابًا تامًا” على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأوضح المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان، أن “إغلاق الاحتلال طريق صلاح الدين هو انقلاب تام على الاتفاق، وإمعان في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها”.
وأشار القانوع إلى أن “غزة تتعرض لإبادة جماعية وحصار وتجويع دون حرمة لشهر رمضان الفضيل أو مراعاة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية”.
وتابع أن “الاحتلال الصهيوني، وبغطاء أميركي وصمت دولي، يدمر الحياة في غزة ويتنصل من الاتفاق المُوقّع”.
ولفت القانوع إلى أن “أي مقترح يستند للدخول لمفاوضات المرحلة الثانية ووقف دائم للحرب مرحب به ومحل نقاش”.
وأكد حرص حماس على “وقف نزيف الدم ومنفتحون على أي جهود تضفي لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة”.
“لا تسليم للأسرى بدون وقف الحرب”
وأوضح القانوع، أن “استدامة حالة الحرب لا تخدم إلا (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، ومستقبله السياسي وتهدد حياة الأسرى في غزة”.
من جهته، اعتبر القيادي في حماس سامي أبو زهري أن “العملية البرية للاحتلال تدمر اتفاق وقف إطلاق النار بغطاء أميركي”، داعيًا الوسطاء إلى “تحمل مسؤولياتهم” في هذا الإطار.
وبينما لفت إلى أن “لا جديد في الاتصالات مع الوسطاء لأن الاحتلال لا يريد الدخول في المفاوضات”، شدد أبو زهري في حديث على التلفزيون العربي على أن المقاومة جاهزة للرد على الخطوة الإسرائيلية.
وأكد أن الحركة لن تسلم الاحتلال أسراه ما لم يلتزم بوقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي، البدء بعملية برية “محدودة ودقيقة” وسط قطاع غزة وجنوبه، ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ أكثر من 16 شهرًا.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر تلغرام: “خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بدأت قوات جيش الدفاع عملية برية محددة ودقيقة بوسط قطاع غزة وجنوبه، بهدف توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه”.
وأضاف: “خلال العملية سيطرت القوات ووسعت سيطرتها المتجددة على وسط محور نتساريم” الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
ومحور “نتساريم” أقامه الجيش الإسرائيلي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 خلال الإبادة الجماعية بقطاع غزة ليعزل محافظتي غزة والشمال عن مناطق وسط وجنوب القطاع، ما أجبر نحو مليون فلسطيني على النزوح إلى جنوب وادي غزة تحت وطأة القصف المكثف.
ويمتد المحور من أقصى الحدود الشرقية لقطاع غزة وصولًا إلى شاطئ البحر غربًا، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين الرئيسي، قبل أن ينسحب الجيش الإسرائيلي منه في فبراير/ شباط الماضي، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية التي تنصلت منها إسرائيل لاحقًا.
كاتس يتوعد
وبعد الانسحاب، تراجع الجيش الإسرائيلي إلى شرق شارع صلاح الدين، ما سمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم، لكنه عاد الأربعاء، وتوغل مجددًا في الشارع ذاته.
وفي وقت سابق الأربعاء، توعد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، الفلسطينيين في قطاع غزة بمزيد من الإبادة، معتبرًا أن “القادم أصعب بكثير”.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية بغارات جوية عنيفة وواسعة النطاق استهدفت المدنيين؛ ما أسفر عن “436 شهيدًا وأكثر من 678 إصابة” حتى الأربعاء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.
وأراد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إطلاق مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.
وبينما تربط إسرائيل استئناف الإبادة برغبتها في إعادة الأسرى من غزة وإزالة ما تعتبره تهديدا من القطاع، عزا محللون إسرائيليون هذا التطور إلى رغبة نتنياهو في تمرير الميزانية، للحيلولة دون سقوط حكومته تلقائيًا نهاية مارس الجاري.
وباستئنافه الإبادة تمكن نتنياهو بالفعل، الأربعاء، من إعادة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، إلى الائتلاف الحكومي، ليضمن دعم نواب حزبه “القوة اليهودية” اليميني المتطرف لمشروع الميزانية.