كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن قادة كبارًا في الجيش أوصوا القيادة السياسية بإنشاء حزام أمني دائم في أجزاء من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، حيث يشنّ الاحتلال عملية مستمرة منذ نحو 100 يوم.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “أوصى مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي بإنشاء حزام أمني دائم في جزء من بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة، على المرتفعات المطلة على (مستوطنة) سديروت”.
“لا عودة للسكان”
وأضافت: “بحسب توصيات كبار قادة المنطقة الجنوبية الذين يقودون القتال في شمال قطاع غزة، فإن الحزام الأمني المذكور لن يسمح لسكان غزة بالعودة إلى جزء من بلدة بيت حانون بشكل دائم في المستقبل”.
وأوضحت الإذاعة أن “الأمر يتعلق هنا بكامل خط المرتفعات في بيت حانون، الذي يطل على المستوطنات الإسرائيلية القريبة، ويمكنه السيطرة عليها من خلال النيران والمراقبة”.
وتابعت: “بهذه الطريقة، سيكون من الممكن ضمان عدم وجود منازل أو مبانٍ في بيت حانون في المستقبل تطل على المستوطنات الإسرائيلية، والمنازل في الأراضي الإسرائيلية أو على خط سكة حديد سديروت”.
في انتظار صفقة التبادل
وادّعت الإذاعة أن “من خلال خلق مساحة أمنية موسعة، سيتم إزالة التهديد المحتمل لإطلاق صواريخ مضادة للدروع ونيران قناصة من تلك المساحات تجاه الأراضي الإسرائيلية”.
وأشارت إلى أن التوصية المذكورة من كبار قادة المنطقة الجنوبية لم تترجم بعد إلى قرار على مستوى القيادة السياسية الإسرائيلية “التي لم تتخذ بعد أي قرارات بشأن منطقة شمال قطاع غزة بالكامل”، إلا أن الإذاعة استدركت بالقول: “إن هذا يعتمد أيضا إلى حد كبير على شروط صفقة إعادة المختطفين التي يجري العمل على بلورتها، على أمل أن تصل إلى مرحلة النضج”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تكبّد خسائر فادحة في بيت حانون ضمن عمليته البرية التي بدأها في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بشمالي قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين قُتل 11 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا في بيت حانون كان آخرهم 4 السبت، من أصل 50 قتيلًا عسكريًا سقطوا شمالي القطاع منذ بدء العملية المذكورة.
وفي 5 أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، ما تسبب في استشهاد وفقدان 5 آلاف فلسطيني وإصابة 9 آلاف و500، بالإضافة إلى اعتقال 2600 مواطن بينهم نساء وأطفال، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة وتهجيرهم تحت وطأة قصف دموي وحصار مشدد يحرمهم من الغذاء والماء والدواء.