تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس منشورًا يتضمّن معلومات غريبة عن جزيرة سفالبارد الواقعة في المحيط المتجمّد الشمالي، منها أن الولادة فيها غير ممكنة لغياب مستشفيات توليد النساء، والدفن فيها ممنوع، لأن الجثث لا تتحلل في تربتها المتجمّدة.
وسفالبارد هي مجموعة جزر متجاورة (أرخبيل) تقع في المحيط المتجمّد الشمالي، بين النرويج والقطب الشمالي، وتتبع النرويج. وقد كانت مناجمُ الفحم، إضافة إلى صيد الحيتان، السبب التاريخيّ للوجود البشريّ في هذه البقعة النائية في أقصى شمال كوكب الأرض.
سياحة وبحث علمي في سفالبارد
ومع إغلاق معظم المناجم على مرّ السنوات، أصبحت السياحة والبحث العلميّ الركائز الرئيسيّة للاقتصاد المحلّيّ، والقطاع الذي يشكّل أكبر مصدر لفرص العمل. ويبلغ عدد سكان سفالبارد أقل من ثلاثة آلاف، لكنها تستقبل سنويًا 140 ألف سائح.
وتشكّل المحميات الطبيعية 65% من مساحة سفالبارد، ويتعيّن على الزوّار كما على السكّان الامتثال لقواعد صارمة لحماية الحياة البريّة. ويفرض القانون مثلًا غرامات كبيرة على من يتصيد الدببة القطبية أو يقطف الزهور.
وفي عام 2017، ألزمت السلطات النرويجية مرشدًا سياحيًا بدفع غرامة قدرها 1300 يورو لأنه تسبب بإزعاج دب قطبي أبيض، فأخافه وجعله يهرب.
وذكّرت السلطات حينها في بيان بأن “القواعد تحظر الاقتراب من الدببة القطبية لمسافة تزعجها، مهما كانت هذه المسافة”.
وتشكّل الرحلة بطائرة عادية إلى أرخبيل سفالبارد الواقع على بعد نحو ألف كيلومتر من القطب الشمالي مغامرة قطبية مثيرة، إذ إن المشهد فيه يتألف من مساحات برية شاسعة خلاّبة، ودببة قطبية، ويمكن مشاهدة الشمس في سمائه في منتصف الليل، أو الاستمتاع بألوان الشفق القطبي، تبعًا للموسم.
حفظ البذور
في عام 2008، صمم علماء في لونغييربين، في جزر سفالبارد، مخزنًا أشبه ما يكون بسفينة نوح لبذور النبات، يضمّ بذور أكثر من مليون نوع، للمحافظة على هذه الأنواع في حال وقعت كارثة طبيعية على الأرض أو حرب أو مرض أو تغيّر مناخي وما سوى ذلك.
وللوصول إلى مكان التخزين، ينبغي عبور أبواب حصينة ونفق طوله 120 مترًا، يؤدي إلى ثلاث غرف محاطة بأسلاك، وداخل هذه الغرف تخزّن البذور من القارات الخمس في صناديق.
لقد ادعت منشورات أن الولادة غير متاحة في سفالبارد لأنه “لا جناح للولادة”، وأن “النساء الحوامل مضطرات للسفر إلى البر الرئيسي في النرويج قبل شهر من موعد الولادة”.
وبحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مراسليها في النرويج، فإن معظم النساء الحوامل المقيمات في سفالبارد يفضّلن الانتقال إلى برّ النرويج حيث المنشآت الطبيّة أكثر تقدّمًا، من أجل الولادة هناك.
وتطلب شركات الطيران أن يكون ذلك قبل ثلاثة أسابيع من موعد الولادة. لكن هذا لا يعني أن الولادة غير ممكنة في سفالبارد.
ففي عام 2009 أنجبت امرأة توأمين بجراحة قيصريّة في مستشفى هناك، وسُجلت قبل ذلك بثلاث سنوات ولادة مبكرة. كما يوجد في لونغييريين، المدينة الرئيسية في سفالبارد، مستشفى، لكن الخدمات الطبيّة فيه محدودة.
هل يُحظر الدفن في سفالبارد؟
يُحظر الدفن في توابيت، حيث لا يوضح القانون سبب هذا المنع، لكن الشائع هناك هو أن البرودة الشديدة تحول دون تحلّل الجثث.
في المقابل، يُسمح بالدفن بعد حرق الجثّة وترميدها، ويتطلّب ذلك التنسيق مع كنيسة سفالبارد لترتيب الإجراءات اللازمة.
وما زالت سفالبارد تضمّ قبور أشخاص دُفنوا هناك في القرنين السابع عشر والثامن عشر، فيما كان صيد الحيتان نشاطًا اقتصاديًا رائجًا هناك.
وفي عام 1918، دُفن في سفالبارد سبعة بحارة آتين من برّ النرويج بعد إصابتهم بالإنفلونزا الإسبانية، كما جاء في المنشور. وقرّر السكان حرق ملابسهم وأمتعتهم ودفنهم على الفور خوفًا من انتشار العدوى، وفقًا لما جاء في موقع متحف سفالبارد.