أعلنت هيئة تنظيم السوق الصينية أنها ستدرس بيع شركة “سي كاي هاتشيسون” العملاقة ومقرها في هونغ كونغ، ميناءين في قناة بنما إلى تحالف شركات أميركية.
ونقلت صحيفة “تا كونغ باو” التي تدعمها بكين في هونغ كونغ اليوم الجمعة، عن متحدث باسم هيئة تنظيم السوق التابعة للدولة قوله: إنه “تم إبلاغها بهذه الصفقة وسوف تجري مراجعة وفقًا للقانون لحماية المنافسة العادلة في السوق والمصلحة العامة”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أشار إلى تدخّل الصين في عمليات الشحن عبر الممرّ الهامّ.
اتفاق جديد
وبحسب ما قال مصدر مقرب من هاتشيسون ومقرها في هونغ كونغ، لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، فإنه لن يتم توقيع الاتفاق النهائي كما كان مخططًا له في الثاني من الشهر المقبل.
وباعت شركة هاتشيسون عملياتها في الموانئ العالمية خارج الصين هذا الشهر، بما في ذلك ميناءان عند مداخل قناة بنما، إلى مجموعة أميركية تقودها شركة “بلاك روك” BlackRock العملاقة لإدارة الأصول، مقابل 19 مليار دولار.
وجاء الاتفاق بعدما مارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطًا لمدة أسابيع رافضا استبعاد تدخل عسكري في بنما “لاستعادة” الممر المائي الحيوي.
واشتكى ترمب منذ توليه السلطة في يناير/ كانون الثاني الفائت من أن الصين تسيطر على القناة التي تحمل أهمية إستراتيجية وأدارتها الولايات المتحدة في الماضي.
وتعرض الاتفاق لانتقادات من جانب مكتبين حكوميين صينيين مسؤولين عن الإشراف على شؤون هونغ كونغ أحدهما مقره في بكين والآخر في هونغ كونغ.
وأبدى المكتبان في الأيام الأخيرة رفضهما للاتفاق من خلال إعادة نشر مقالات صحافية كاملة تهاجمه، بينها مقال رأي وصف الصفقة بأنها “خيانة وبيع لكل الصينيين”.
أهمية القناة
ومنذ عام 1999، تُدير الممر هيئة قناة بنما، وهي مؤسسة مستقلّة يُعيّن رئيس بنما والبرلمان أعضاء مجلس إدارتها.
وتمر عبر القناة البالغ طولها 80 كيلومترًا، 5% من الشحنات التجارية العالمية و40% من الحاويات الأميركية.
والقناة هي ثاني أهم معبر مائي صنعه الإنسان بعد قناة السويس المصرية، وهي طريق شحن عالمي رئيسي في أميركا الوسطى، حيث توفّر للسفن آلاف الأميال والسفر لأسابيع حول الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية الذي يتعرّض لأجواء عاصفة وجليدية.
وتنقل القناة السفن عبر بحيرة جاتون، التي ترتفع نحو 26 مترًا فوق مستوى سطح البحر، عبر سلسلة من الأهوسة المائية.