دأبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على شنّ حملات منظمة، هدفها تشويه صورة المقاومة الفلسطينية في الشارعين الأميركي والأوروبي عبر اتهامها بارتكاب جرائم ضد المدنيين الإسرائيليين.
فقد نشرت صحيفة هآرتس العبرية في ديسمبر/ كانون الأول 2023، تحقيقًا مفصلًا فندت فيه ما روجته تل أبيب من مزاعم قتل أطفال إسرائيليين، وأكدت أن تلك الرواية غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع.
كتاب يتناول مسيرة حركة حماس
ولتبيان حقائق تغاضى عنها كثيرون، لجأ كاتبان أحدهما أميركي والأخرى بريطانية إلى تأليف كتاب يتناول مسيرة حركة حماس وانخراطها في النضال ضد إسرائيل.
الكتاب يحمل عنوان “لكي نفهم حماس ولماذا هذا مهم؟”، وتشارك في كتابته هيلينا كوبان ورامي خوري ذو الأصول الفلسطينية، ونشرته دار “أو آر بوكس”.
وتكفّلت كلية لندن للاقتصاد بإطلاق الكتاب، لكنها فوجئت بحملة احتجاجات مضادة، نظمها إسرائيليون ومناهضون للقضية الفلسطينية، تحولت في النهاية إلى مواجهات اضطرت الشرطة على إثرها للتدخل لفض الاشتباكات بحرم الجامعة.
وقد وصف الموقع الإلكتروني للجامعة حركة حماس خلال دعوته للحدث، بأنها حركة مقاومة فلسطينية وليس “منظمة إرهابية”، كما يرغب الاحتلال الإسرائيلي وصفها.
وأضاف: “الكتاب ليس دعمًا لحماس أو ضدها، بل يتناول التحول الحاسم للحركة، من فاعل اجتماعي وديني، إلى منخرط في السياسة الوطنية”.
بدوره، رامي الخوري وهو أحد الكتاب الرئيسيين، علّق على كيفية تناول الكتاب لحركة حماس. وقال: “حماس حركة تسعى إلى أن يستوعبها العالم ويعرفها على حقيقتها كحركة مقاومة وطنية تسعى لاسترداد حق الفلسطينيين”.
وقبل أسبوع من إقامة الحدث، حذّرت وزارة الداخلية البريطانية المتحدثين المشاركين في الفعالية من أنهم سيواجهون “القوة الكاملة للقانون” إذا أعربوا عن دعمهم لـ”المنظمة الإرهابية المحظورة”، وفق تعبيرها.
تفاعل واسع
وقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، حيث علق الكاتب والباحث السياسي مارك غولدبيرغ بقوله: “هيلينا كوبان تقول في كتابها.. حماس تحاول القيام بتنظيم غير عنيف وليس من حقنا أن نحكم عليهم أنهم في بعض الأحيان يحتاجون إلى حمل السلاح والمقاومة بكل الوسائل الضرورية”.
بدورها، كتبت أليس ديت: “أحد المتحدثين في الحفل أشار إلى نقطة وجيهة عندما قال، إنه لا ينبغي إلغاء الكتاب بل مناقشته حتى يكتشف الناس الحقيقة بأنفسهم. أتفق تمامًا مع هذا”.
من جانبها علّقت ريما صانعة المحتوى على احتجاجات الإسرائيليين في بريطانيا، بقولها: “انظروا إلى كل هؤلاء الفاشيين الذين يحتجون على حرية التعبير! إنهم مجانين”.
أما جاين روشفورد فكتبت معربة عن غضبها: “كلية لندن للاقتصاد مؤسسة عالمية ضخمة ذات صبغة ماركسية، وتناهض السياسة البريطانية لذا يجب إيقاف تمويلها وإغلاقها”.