رغم انشغالها بشن عدوان متواصل برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، فإن آلة الحرب الإسرائيلية لم تتوان عن توجيه ضربات قاسية إلى الضفة الغربية بمدنها وبلداتها ومخيماتها.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تصدرت محافظتا طولكرم وجنين مشهد التصدي للهجمات الإسرائيلية التي تخللتها حملات اعتقال وتحقيقات ميدانية مع الأهالي وتحويل منازل العائلات إلى ثكنات عسكرية.
ممارسات غير إنسانية
ووصف مراقبون اعتداءات جيش الاحتلال المتواصلة على الضفة بأنها تأتي ضمن خطة إسرائيلية ممنهجة لطمس وإلغاء المخيمات على وجه الخصوص، وإعادة تشكيل الضفة الغربية جغرافيًا وسياسيًا وضمها إلى قبضة الاحتلال العسكرية.
وبلغت الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين حدًا خطيرًا مع لجوء جنود الاحتلال إلى انتهاج ممارسات غير إنسانية تتنافى مع بنود اتفاقية جنيف للأسرى والمعتقلين.
وأبرز المشاهد التي وثقت انتهاك جيش الاحتلال للمواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، اعتقال المواطن رائد طوالبة وزوجته ونجله في دير غزالة خلال اقتحام جنين.
وعقب الحادث خرج نجل الطوالبة في فيديو تحدث فيه عن حيثيات اقتحام المنزل من قبل جنود الاحتلال وكيفية العبث بممتلكاته وإطلاق النار داخله رغم وجود الأسرة داخله.
موجة غضب واسعة
وبعد ساعات على اعتقال الطوالبة، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو جديد له وهو يقاوم جنود الاحتلال الذين طلبوا منه خلع ثيابه وسط الشارع، ما أثار موجة غضب واسعة، ودفع حقوقيون إلى المطالبة بمعاقبة من يتجاوزون حد التعامل الإنساني والأخلاقي مع المعتقلين.
وفي ذات السياق، أعاد ناشطون تداول مقاطع فيديو تظهر جنود الاحتلال وهم يعبثون بممتلكات الأسر التي تم اعتقالها في الضفة الغربية.
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع هذا الملف. فكتب الناشط شادي: “تتكرر مشاهد غزة في جنين، الوضع في الضفة الغربية في خطر ما دام هؤلاء يمارسون ما اعتادوا عليه”.
وعلق الناشط “دينوكا فيرناندو” موجهًا حديثه إلى الفلسطينيين: “لا عليكم فهم يضحكون الآن ولكنهم لا يدركون أنهم سيبكون قريبًا”.
من جهته، كتب عماد العابد: “هذا الابتزاز الإرهابي من الاحتلال حين يستقوي بسلاح ويصمت عليه العالم جريمة تتكرر يوميًا، هذا خرق لكل أعراف وقوانين الدنيا”.
في حين علّق سيف حيدر قائلًا: “هذا ليس مجرد رفض للأمر، بل هو إعلان أن الكرامة أثمن من الحياة نفسها. رائد لم يختطف بل سطر درسًا في العزة لا يفهمه من اعتاد الذل”.