أعلنت الولايات المتحدة أمس الأربعاء، أن سفنها الحكومية ستعبر قناة بنما دون دفع أي رسوم بعد الضغوط الشديدة التي مارسها الرئيس دونالد ترمب، إلا أن الهيئة المشغلة للممر المائي سارعت إلى إصدار نفي.
وكتبت الخارجية الأميركية على منصة “إكس”، أن “السفن الحكومية الأميركية تستطيع الآن عبور قناة بنما دون فرض رسوم مرور عليها، ما يوفر على الحكومة الأميركية ملايين الدولارات سنويًا”.
وقد بدا أن هذا أول كشف عن التنازلات التي لمح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى أن بنما عرضتها عليه خلال محادثات أجراها الأحد.
بنما تنفي إعفاء السفن الحكومية الأميركية من رسوم عبور قناتها
لكن هيئة قناة بنما المشغلة لهذا الممر الحيوي، الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، نفت الأربعاء التوصل إلى أي اتفاق بهذا الصدد مع الولايات المتحدة.
وقالت هذه الهيئة المستقلة: “تعلن هيئة قناة بنما التي تتمتع بسلطة تحديد الرسوم والحقوق الأخرى لعبور القناة، أنها لم تجر أي تعديلات على هذه الحقوق”. وأضافت أنها ما زالت مستعدة لإجراء حوار مع السلطات الأميركية.
واعتبر روبيو في حديثه مع السلطات البنمية أنه من الإجحاف أن تكون الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بالدفاع عن الممر المائي الحيوي، وفي الوقت نفسه تدفع رسومًا لاستخدامه.
وتشكل السفن الحكومية الأميركية، ومعظمها تابعة للبحرية، جزءًا صغيرًا من السفن التي تمر عبر القناة، إذ إن حاملات الطائرات أكبر من أن تتمكن من الإبحار عبر القناة، ويتوجب عليها القيام برحلة أطول بكثير حول أميركا الجنوبية عبر مضيق ماجلان.
ضغط من ترمب
ومن المقرر أن تعقد الولايات المتحدة وبنما محادثات جديدة الجمعة لمناقشة قضية القناة.
ومنذ فوزه في الانتخابات الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رفض ترمب استبعاد استخدام القوة للسيطرة على القناة التي تمر عبرها 40% من حركة الحاويات الأميركية.
واستياء ترمب وروبيو نابع من السماح لشركة صينية بإدارة موانئ على جانبَي القناة، إضافة إلى خشيتهما من أن تغلق بكين الممر المائي أمام الولايات المتحدة في حال حدوث أزمة.
من جهتها، نفت بنما بشدة مزاعم ترمب بوجود دور للصين في تشغيل القناة، لكنها بادرت أيضًا إلى معالجة المخاوف الأميركية.
وبعد محادثاته مع روبيو، قال الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو: إن بلاده لن تجدد عضويتها في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
من جهته، أشار روبيو في حديث لصحافيين الإثنين، إلى أن محادثاته مع مولينو كانت “محترمة”، معربًا عن اعتقاده بأنها “ستحقّق على الأرجح أشياء جيّدة تخفّف من المخاوف التي تعترينا”.
ورغم ذلك عبّر ترمب عن “عدم سروره”، مع اعترافه بأن بنما “وافقت على أشياء معينة”. وقال في خطاب تنصيبه: إن الولايات المتحدة سوف “تستعيد” القناة التي بنتها قبل أكثر من قرن وسلمتها إلى بنما في نهاية عام 1999.
وتقدّم محاميان بنميان بشكوى الإثنين لإلغاء عقد الامتياز المبرم مع شركة في هونغ كونغ تتولّى تشغيل مرفأين في قناة بنما.
ويتولّى أحد فروع “سي كاي هاتشيسن هولدينغز”، التي يملكها الملياردير لي كا-شينغ وأصله من هونغ كونغ، إدارة اثنين من المرافئ الخمسة في القناة، وفق عقد امتياز معمول به منذ 1997 مبرم مع حكومة بنما.