لا يزال قطاع غزة في عين العاصفة على الرغم من توقف العدوان الإسرائيلي الذي استمر طوال 15 شهرًا، لكن هذه المرة يعيش القطاع عاصفة سببها سوء الأحوال الجوية.
فقد أسقطت العاصفة بخيام النازحين أرضًا، مما جعل معظمهم يبيتون في العراء رغم انخفاض درجات الحرارة. وعاش الغزيون ليلة قاسية إثر هبوب رياح عاتية مصحوبة بهطول أمطار غزيرة ومتواصلة، ما تسبب في كارثة إنسانية في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالي القطاع.
الطقس يفاقم معاناة الغزيين
وضاعفت التقلبات الجوية معاناة النازحين، الذين يفتقرون أصلًا إلى أبسط مقومات الحياة من خيم ووسائل تدفئة وماء وكهرباء.
وكان من المفترض أن يسهم اتفاق التهدئة في التقليل من معاناة النازحين، لأن المعابر فتحت وباشرت شاحنات المساعدات الدخول إلى القطاع، ولكن يبدو أن قوافل الإغاثات تصطدم بمحاولات إسرائيلية حثيثة، تعيق وصولها إلى المتضررين.
وينص البروتوكول المعمول به خلال التهدئة على زيادة المساعدات الواردة إلى القطاع، ودخول 600 شاحنة يوميًا وتذهب 300 منها إلى الشمال، بناء على الاحتياجات العامة للسكان.
ولكن بحسب مصادر محلية فإن 6089 شاحنة فقط دخلت القطاع خلال 15 يومًا من العمل بقرار التهدئة، بينما كان يفترض دخول 9 آلاف منها، أي أن نسبة ما وصل من شاحنات المساعدات بلغت 67%، بعجز بلغ أكثر من 32%.
“ثبات رغم الظروف”
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا مع هذه القضية. فعلقت أفنان حرب قائلة: “رياح شديدة ومطر إلى درجة قدرته على تكسير الخشب في الخيم. لقد تعبنا لكن لم نيأس. ما ذنب الأطفال أن يعيشوا هذا الوجع والبرد. ما ذنبنا؟ ذنبنا أننا نعيش في غزة فقط”.
وكتب طارق شريف: “هذا الشعب ثابت في أرضه رغم أقسى الظروف، لا تزعزعه العواصف ولا يهزه جبروت الطغاة، فلا ترمب ولا العالم بأسره قادر على اقتلاعه”.
وعلقت المؤثرة سارايو باني على شح المساعدات الواصلة إلى غزة وقالت: “وفقًا للسلطات في غزة فإن ما يقرب من 240 ألف وحدة سكنية تعرضت لأضرار بالغة أو دمرت بالكامل، لذا فإن حجم المساعدات الإنسانية لا يقترب بأي حال من الأحوال من تلبية المطلوب”.
في حين قالت كارين: “استخدمت الولايات المتحدة أموال دافعي الضرائب كي تهدم إسرائيل غزة، والآن تريد إعادة بنائه بأموال دافعي الضرائب أيضًا لأنها مع حليفتها إسرائيل، سوت المباني بالأرض. اسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع ولا حاجة إلى نقلهم إلى مكان آخر”.