قالت مصادر للتلفزيون العربي، إن الإدارة السورية الجديدة شكّلت لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا، تتكون من 7 أشخاص بينهم امرأة.
وقال منسق مؤتمر الحوار الوطني، مؤيد قبلاوي، إنه سيلتئم في الخامس من يناير/ كانون الثاني المقبل، بمشاركة نحو ألف ومئتي شخصية سورية من داخل البلاد وخارجها، مع التركيز على دعوة الأفراد، وليس الكيانات أو الأحزاب السياسية، ليضمَّ أوسع شريحة ممكنة.
أسئلة كثيرة بشأن تفاصيل المؤتمر
وتجري الاستعدادات على قدم وساق لعقد المؤتمر، الذي سيبحث عدة ملفات ويتخذ قرارات مهمة، منها حلّ مجلس الشعب وهيئة تحرير الشام وكافة الفصائل العسكرية، فضلًا عن تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، وتشكيل هيئة استشارية للرئيس المؤقت، وحكومة جديدة خلال شهر من انعقاد المؤتمر إن أمكن.
ورغم التفاؤل بإعلان انعقاد المؤتمر باعتباره نقطة الانطلاق الأولى نحو بلورة عملية سياسية في البلاد, إلا أن أسئلة عدة أثيرت عن تفاصيله، خصوصًا ما تعلق منها بهوية المشاركين وأجنداتهم، وطرق اتخاذ القرارات وسبل احتواء الخلافات.
وكان الائتلاف الوطني السوري أول من سجل ملاحظاته على المؤتمر، إذ قال مصدر فيه للتلفزيون العربي إنه سيرفض المشاركة في المؤتمر إذا ما وجهت الدعوة للائتلاف كأفراد، وليس كمؤسسة سياسية.
انفتاح عربي ودولي على الإدارة السورية الجديدة التي تواجه مشكلات قديمة واخرى جديدة-غيتي
ما بين المؤتمر الوطني والائتلاف
وردًا على تحفظ الائتلاف الوطني السوري بشأن المشاركة في المؤتمر بصفته أفرادًا وليس هيئة سياسية، يرى الأكاديمي السوري يحيى العريضي أن الائتلاف أُنشئ أصلًا لتحقيق هدف محدد وخلال فترة زمنية معينة. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن الائتلاف منتخبًا، بل كان ممثلًا لما سُمي قوى الثورة والمعارضة، وقد انتهت مهمته بفرار الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ويقول العريضي للتلفزيون العربي، من ستراسبورغ، إن الإطاحة بالأسد جعلت الجميع على قدم المساواة باعتبارهم سوريين.
ويشدد على أن مؤتمر الحوار المقبل يجب أن يعكس تعددية المجتمع السوري، وقواه، ومكوّناته، وأن يسهم في إقامة حوار حقيقي حول مشكلات البلاد خلال المرحلة الانتقالية. كما أعرب عن اعتقاده بأن 24 أو 48 ساعة لا تكفي لعقد حوار يُفترض أن يؤسس لإطلاق المرحلة الانتقالية.
“مناكفة سياسية”
من جهته، يرى الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، عمر إدلبي، أن موقف الائتلاف الرافض للمشاركة في مؤتمر الحوار المرتقب كأفراد هو من قبيل المناكفة السياسية أكثر مما هو اعتراض يستند إلى مبررات منطقية.
فالائتلاف، كما يقول إدلبي لـ”التلفزيون العربي”، كان تنظيمًا وظيفيًا، وليس تيارًا سياسيًا أو جبهويًا ببرامج سياسية محددة.
ويضيف إدلبي من دمشق أن دعوة الائتلاف كمؤسسة أو كتلة واحدة ستضع لجنة الإعداد للمؤتمر أمام إشكال تنظيمي يتعلق بالحصة المفترضة له، خاصة أن مكوناته ستكون ممثلة في المؤتمر بصفات فردية، مما يخلق ازدواجية في التمثيل لا داعي لها، ولا تعبّر عن تعددية المجتمع السوري، وفق رأيه.
معايير تعكس تنوع السوريين
أما منسق اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار مؤيد غزلان قبلاوي، فيشدّد على أن معايير المؤتمر تستند إلى مشاركة أكبر عدد ممكن من المكونات السورية.
ويقول قبلاوي للتلفزيون العربي، من إدلب، إن هذه المكونات لم تتعوّد على لغة الحوار خلال الخمسين عامًا الماضية، وبعضها لا يستند إلى شرعية حقيقية، فهو غير منتخب ولم يعد يتمتع بالمشروعية الضرورية بعد فرار رئيس النظام السابق وخذلان المجتمع الدولي له.
ويرى قبلاوي أن ذلك يعني انتهاء مهمة بعض هذه المكونات، بينما ينصب تركيز القائمين على مؤتمر الحوار على جمع كل قوى الشعب السوري تحت سقف واحد، لبحث مستقبلهم، وليس لإعطاء مكون بعينه حجمًا أكبر من حقيقته على حساب بقية المكونات الأخرى.