أطلق وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني، الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، حزمة مشروعات بقيمة 17 مليار دولار على هامش مؤتمر «بوابة الخليج» في المنامة، مترافقاً مع 61 مبادرة و33 اتفاقية توقيع، مؤكداً تطلع البحرين لأن يكون المؤتمر «منصةً استثماريةً جامعة» تربط رؤوس الأموال العالمية بالفرص المتاحة في البحرين والخليج.
وقال الوزير، في كلمته الافتتاحية، إن المؤتمر في نسخته الثالثة «ليس عابراً، بل منصة لبناء العلاقات واستكشاف الفرص وتبادل الأفكار التي تعيد تعريف مستقبل الاستثمار في مجلس التعاون»، مشيراً إلى اعتماد نهج «حكومة واحدة وشريك واحد» لتمكين المستثمرين عبر مسار تنفيذي سريع يربط رأس المال بصنع القرار «بدقة وانسجام وتسليم في الوقت كل مرة».
وأضاف أن البحرين تقدّم إحدى أكثر بيئات الأعمال انفتاحاً وتنافسيةً في المنطقة، «من الخدمات المالية واللوجيستيات إلى التصنيع والسياحة والاقتصاد الرقمي»، لافتاً إلى أن ميزة المملكة لا تتوقف عند موقعها الجغرافي «كجسر بين الشرق والغرب»، بل تمتد إلى «رأس مالها البشري الكفء والطموح».
ويركز المؤتمر هذا العام، تحت عنوان «إعادة التفكير في الاستثمار العالمي والتحولات التجارية الجديدة»، على المشاركة الدولية للأهداف الاستراتيجية المُعدّ لها. ويجمع نحو 200 ضيفٍ من المستثمرين العالميين، وقادة الأعمال، وصُنّاع القرار، والمسؤولين الحكوميين، وروّاد الأعمال، وذلك بهدف الترويج للفرص الاستثمارية القيّمة في أنحاء الخليج وإقامة الشراكات حولها.
وتناول الشيخ سلمان التحوّل الإقليمي، لافتاً إلى أن دول الخليج «تعيش تحولاً استثنائياً»؛ حيث إن قطاعات جديدة تُنشأ وتعمل بالفعل «تُوظّف وتُصدِّر وتتوسع»، مؤكداً أن البحرين «في قلب هذا التحول» بمنظومةٍ قائمة على الشفافية والكفاءة والابتكار «حيث تزدهر الأعمال وتترسخ الشراكات».
وتطرق إلى السعودية والإمارات بوصفهما «محركين رئيسيين لتحول المنطقة»، موضحاً أنه «في السعودية يتقدم مسار التنويع وفق (رؤية 2030) مع تسارع جذب الاستثمارات وتوسع أسواق المال والمشروعات النوعية في الطاقة المتجددة والهيدروجين والسياحة واللوجيستيات. وفي الإمارات، ترسخ دبي وأبوظبي مكانتهما كمركزين عالميين للتمويل والتقنية ورأس المال الجريء، مدعومين بأطر تنظيمية واضحة وأسواق عميقة. نجاح البلدين ينعكس تكاملاً على المنظومة الخليجية، وننظر إليه في البحرين كرافعة نمو وشراكة مباشرة على امتداد سلاسل القيمة الإقليمية».
وأشار الوزير إلى أننا «دخلنا عصر الذكاء»، إذ تنتقل تطبيقات الذكاء الاصطناعي من الهامش إلى القلب، «فتبدّل طريقة عمل المصانع، وكيفية خدمة الشركات لعملائها، وكفاءة الموانئ والشبكات اللوجيستية»، متوقعاً أن تكون «السرعة والاتساق» محركي النجاح في هذا العصر، وأن «الفائزين» هم الجهات التي «تنفّذ وتسلّم» باستمرار.
وأوضح أن المؤتمر يناقش «ديناميات رأس المال الجديدة»، و«التحول الرقمي في عصر الذكاء»، و«الأسس الصناعية التي تحوّل الطموح إلى استثمار»، داعياً الحضور إلى النظر «ما وراء الأرقام» لرؤية قصص رواد الأعمال والمهندسين والمجتمعات «الجاهزة للنمو جنباً إلى جنب مع الاستثمارات». وختم مرحِّباً بضيوف المملكة: «مرحباً بكم في البحرين… حيث تُصاغ رؤية مشتركة لمستقبل الخليج».


