واصل النفط مكاسبه للجلسة الثالثة اليوم الإثنين، مُسجّلًا أعلى مستوى له في أكثر من أربعة أشهر، مدعومًا بتوقّعات تأثير العقوبات الأميركية الكبيرة على إمدادات الخام الروسي إلى الصين والهند، أكبر وثالث أكبر مستوردين للخام في العالم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.68 دولارًا أو2.1%، إلى 81.44 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش، وذلك بعد أن سجّلت أعلى مستوى خلال اليوم عند 81.49 دولارًا، وهو الأعلى منذ 27 أغسطس/ آب الماضي.
وسجّل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 78.41 دولارًا للبرميل، مرتفعًا 1.84 دولارًا أو2.4%، بعد أن لامس أعلى مستوى عند 78.58 دولارًا، وهو أعلى سعر منذ 15 أغسطس/ الماضي.
وارتفع خاما برنت وغرب تكساس الوسيط بنحو 7% منذ 8 يناير/ كانون الثاني الحالي، ثمّ ارتفعا يوم الجمعة بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على مُنتجي النفط الروسيين “غازبروم نفت” و”سورجوت” للنفط والغاز، بالإضافة إلى 183 ناقلة تعمل في شحن النفط الروسي، ما يستهدف عوائد تستخدمها موسكو لتمويل حربها على أوكرانيا.
وقال متعاملون ومحللون إنّ صادرات النفط الروسية ستتضرّر بشدة بسبب العقوبات الأميركية الجديدة، ما سيدفع المشترين الرئيسيين الصين والهند للحصول على المزيد من النفط من الشرق الأوسط وإفريقيا والأميركيتين، وهو ما سيزيد الأسعار وتكاليف الشحن.
وفي هذا الإطار، قال تاماس فارغا المُحلّل لدى “بي.في.إم”: “هناك مخاوف حقيقية في السوق متعلّقة بتعطّل إمدادات، ويبدو أن السيناريو الأسوأ للنفط الروسي سيكون هو السيناريو الواقعي. لكنّ من غير الواضح ما الذي سيحدث عندما يتولى الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه يوم الإثنين المقبل”.
بدوره، اعتبر هاري تشيلينغويريان رئيس قطاع الأبحاث في مجموعة “أونيكس كابيتال” أنّ “الجولة الأحدث من عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التي تستهدف شركات النفط الروسية وعددًا كبيرًا جدًا من الناقلات، سيكون لها عواقب وخيمة على الهند على وجه الخصوص”.