تتابع وزارة الداخلية السورية الجديدة، اليوم السبت، بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، حملة التمشيط في مدينة حمص وريفها بحثًا عن فلول ميليشيات النظام السابق، حيث تم ضبط مستودع للذخيرة في حي الزهراء، وفقًا لما أكدت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”.
ومنذ يوم الخميس، بدأت قوات الأمن السورية حملة تمشيط أمنية في محافظة حمص، تستهدف “مجرمي حرب ومتورطين رفضوا تسليم سلاحهم ومراجعة مراكز التسوية”، وفق ما أوردته سانا عن وزارة الداخلية. وصباح الجمعة، أعلنت قوات الأمن السورية توسيع عملياتها، لتشمل أحياء أخرى بمدينة حمص.
الحملة الأمنية
وقال مراسل التلفزيون العربي، اليوم، إن من تم إلقاء القبض عليهم من فلول نظام الأسد هم ضباط وعناصر في جيش النظام المخلوع.
وأوضح المراسل إبراهيم تريسي أن هؤلاء كانوا قد رفضوا الالتحاق بمراكز تسوية الأوضاع، التي أنشأتها إدارة العمليات العسكرية في جميع محافظات البلاد، بهدف تسوية أوضاع ضباط وعناصر الجيش السابق، والحصول على بطاقات “حماية مؤقتة” لحين البت في شأنهم.
وأشار المراسل إلى أن الحملة الأمنية تستهدف العناصر والضباط الذين لا يزالون يحتفظون بأسلحتهم ورفضوا التوجه إلى مراكز التسوية، ومنهم من قام بتشكيل عصابات صغيرة لاستهداف قوى الأمن وقوات وزارة الداخلية، ما استدعى تحرك السلطات الأمنية سريعًا، خاصة في حمص وريف اللاذقية وريف حماة، وكذلك في منطقة المزة باتجاه مساكن الحرس الجمهوري بالعاصمة دمشق.
مجرم صيدنايا
وكانت قوات الأمن السوري، قد ألقت القبض أمس الجمعة، على أحد مسؤولي كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا سيئ السمعة، وقائد ميداني شارك بالعديد من المجازر بحق الشعب، وفق ما أكدت “سانا”، عن مصدر بوزارة الداخلية لم تسمه.
وقال المصدر، إن إدارة الأمن العام ألقت القبض على “المجرم محمد نور الدين شلهوم، بمدينة حمص (وسط) أثناء عمليات التمشيط”. وبينت أنه “يعتبر أحد مسؤولي كاميرات المراقبة بسجن صيدنايا، ومن شارك بتعطيلها قبل سيطرة إدارة العمليات العسكرية على المنطقة”.
وتفيد تقارير دولية بأن آلاف المعتقلين قتلوا بشكل منظّم وسرّي داخل السجن، حيث نفذ النظام المخلوع إعدامات جماعية دون محاكمات، وقدرت تلك التقارير أن النظام أعدم الآلاف بمعدل 50 شخصًا أسبوعيًا بين عامي 2011 و2015 لوحدهم.
ويأتي هذه الإنجاز الأمني، بعد أن تمكنت قوات الأمن بالإدارة السورية الجديدة، من القبض على أوس سلوم الملقب بـ”عزرائيل صيدنايا” والمتهم بقتل وتعذيب العديد من المعتقلين. وسلوم مسؤول عن فظائع الانتهاكات والتعذيب والقتل، ويعد أخطر السجانين وتحدث عنه كثير من المعتقلين الذين خرجوا أحياء من المعتقلات.
مسؤول عن مجازر
وبعد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسيطرة الفصائل السورية على المدن، وفتح السجون والمعتقلات والأفرع الأمنية والإفراج عن المعتقلين، ظل عشرات آلاف المعتقلين مفقودين دون أثر، مع اكتشاف مقابر جماعية تشير إلى احتمال أن يكون المفقودون في عداد الموتى.
كما أعلنت الداخلية السورية، أن إدارة الأمن العام ألقت “القبض على المجرم ساهر النداف، أثناء عمليات التمشيط بمدينة حمص”، وفق وكالة سانا.
وأشارت إلى أنه “أحد القادة الميدانيين الذين أجرموا بحق الشعب السوري، وشارك في العديد من المجازر على طول الأراضي السورية، ويعتبر من فلول الميليشيات الذين رفضوا تسليم سلاحهم ولجأوا للاختباء بين المدنيين”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من نظام عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير برئاسة الحكومة، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.