بعد سقوط نظام الأسد، خرجت إلى العلن شهادات تروي تفاصيل المجازر التي ارتكبها خلال العقود الماضية، من بينها تلك التي وقعت في قرية الحصوية المحاذية لمدينة حمص، والتي راح ضحيتها عشرات السوريين.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عامًا من نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وتركّز عدد كبير من المجازر التي ارتكبها نظام الأسد خلال سنوات حكمه في محافظة حمص. كما أنها ارتُكبت على أساس طائفي، وتعتبر مجزرتا قرية الحصوية وسهول الحولة من أشهرها.
شهادات وتفاصيل مروّعة عن مجزرة الحصوية
وأدلى محمد جاسم المحمد، وهو شاهد على مجزرة الحصوية التي ارتكبها نظام الأسد في عام 2013 بشهادته، واصفًا تفاصيل ما جرى خلالها.
وقال في حديث للتفزيون العربي: “حينها، تم انتشال أكثر من 30 جثة كانت على طرف نهر العاصي، معظمها لأطفال ونساء”.
وأضاف أنهم وجدوا طفلًا مصابًا بطلق في رأسه في أحد مباني القرية.
من ناحيته، أفاد ناج آخر من المجزرة من عائلة غالول بأن عائلته فقدت عددًا من أفرادها قتلوا وأحرقوا في المجزرة.
وقال نادر غالول في حديث للتلفزيون العربي: إن “عناصر النظام السوري السابق اعتقلوا 5 من إخوته بالإضافة لوالدته، ومنذ ذلك الوقت لم يرجع أحد منهم”.
ووفق شهادات الأهالي، كانت الحصوية رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، مسرحًا لأعمال عنف واسعة النطاق.
مجزرة الحصوية في حمص
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت مقتل 108 مدنيين بينهم 25 طفلًا و17 امرأة، بينما تجمع شهادات الأهالي على أن عدد ضحايا مجزرة الحصوية قد يكون أكبر.
“طفل متخبّي هون وضاربينو بالرصاص في رأسه”.. شهادات وتفاصيل مروّعة تتكشف بعد سقوط نظام الأسد حول مجزرة الحصوية
تقرير: ملهم بريجاوي#سوريا pic.twitter.com/0OhOc7mg3i
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 8, 2025
وبعد سقوط نظام الأسد، صار بإمكان عائلات الضحايا التحدث علنًا عن الجرائم التي ارتكبت في حقهم، إذ اختار بعض من ذوي ضحايا المجازر أو أولياء الدم كما يسمون، التوجه إلى المحاكم لكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين.
وأوضح رئيس العدلية في حمص حسن الأقرع، أن الجميع سيحصل على حقه من المجازر التي ارتكبت بحق عائلاتهم ضمن القانون.
وأكد الأقرع على وجوب ألا يأخذ من تعرضت عائلته للمجزرة حقه بيده، مشددًا على ضرورة تفعيل المؤسسات.
ومجزرة الحصوية ليست استثناء، فخلال عامَي 2013 و2014 ارتكبت في حمص وريفها مجازر عديدة.
ويؤكد الأهالي أن التعايش السلمي في البلاد يبدأ بتحقيق العدالة عبر محاسبة المتورطين، بحسب ما قال مراسل التلفزيون العربي ملهم بريجاوي.