فيروس الروتا هو مرض فيروسي معدٍ يُصيب الجهاز الهضمي ويُسبّب الإسهال القوي والقيء وآلام المعدة والحمى.
ويُصيب الفيروس الرضع والأطفال بين عمر ثلاثة أشهر وثلاثة أعوام، ولكن يمكن أن تظهر الأعراض أيضًا على كبار السن والأشخاص الذين يُعانون من ضعف في جهاز المناعة.
ويكمن خطر الفيروس في أنّه معدٍ، حيث ينقل بعض الأطفال الفيروس إلى عائلتهم ورفاقهم في المدرسة.
وبينما يتعافى العديد من الأطفال من تلقاء أنفسهم، قد يعاني البعض من مضاعفات تتطلّب دخول المستشفى وتلقّي السوائل الوريدية.
ولذلك، يُوصي الأطباء بتلقيح الأطفال ضد المرض لتقليل شدة الأعراض وتجنّب المضاعفات.
كيف ينتشر فيروس الروتا؟
تذكر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنّ فيروس الروتا شديد العدوى وينتشر بشكل رئيسي من خلال براز الأشخاص المصابين وسوائل الجسم. ويمكن الإصابة بالفيروس عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوث أو عن طريق وضع يديك في فمك بعد لمس شيء ملوث.
ويمكن نشر الفيروس حتى قبل ظهور الأعراض. لكن يعتقد الخبراء أن الأشخاص يكونون أكثر عدوى عندما تظهر عليهم الأعراض بشكل فعّال ولمدة ثلاثة أيام بعد اختفاء الأعراض.
ما هي أعراض الإصابة بفيروس الروتا؟
يُعتبر فهم أعراض الإصابة بفيروس “روتا”، طريقة مفيدة لمعرفة متى يجب استشارة الطبيب.
1- الأعراض الشائعة
تذكر المكتبة الأميركية للطب “ncbi.nlm.nih.gov”، أنّ فيروس الروتا عادة ما يُسبّب أعراضًا مثل الإسهال المائي، والقيء، وآلام المعدة، وفقدان الشهية، والحمى.
وغالبًا ما يكون القيء هو العارض الأول لدى الأطفال المصابين بفيروس الروتا. قبل أن يتطوّر الإسهال المائي بعد فترة وجيزة، بينما يُعاني حوالي 33% من الأطفال من الحمى.
وتبدأ هذه الأعراض عادةً بعد يوم أو يومين من التعرّض لفيروس الروتا، ويمكن أن تستمر لمدة 3-8 أيام.
وعادة ما تكون الأعراض أسوأ عند الأطفال الأصغر سنًا منها عند الأطفال الأكبر سنًا، أو البالغين.
2- أعراض أقل شيوعًا
وفقًا لموقع ” ncbi.nlm.nih.gov”، يُعتبر الجفاف من الأعراض الأقلّ شيوعًا لكن الخطيرة لفيروس الروتا نتيجة الإسهال الشديد والقيء.
وقد يحتاج الأطفال الصغار إلى المزيد من السوائل للتعافي من الجفاف مقارنة بالبالغين.
وبما أنّ الإصابة بالجفاف عارض أقل شيوعًا، من المهم مراقبة الأطفال بحثًا عن علامات الجفاف، بما في ذلك:
- قلة التبوّل؛
- الرغبة في شرب المزيد من السوائل؛
- جفاف الفم أو الحلق؛
- البكاء دون دموع؛
- الدوار؛
- حدة الطباع؛
- الخمول؛
- مظهر غائر حول العينين؛
- ضربات قلب سريعة.
ووفقًا لموقع “healthychildren.org”، يمكن محاولة منع الجفاف لدى الطفل المصاب بفيروس الروتا عن طريق التأكد من حصوله على كمية كافية من السوائل، من خلال تقديم كميات صغيرة من الماء بشكل متكرر.
وإذا كان عمر الطفل أقلّ من عام واحد، يجب منحه فرصًا متكررة للرضاعة أو شرب الحليب الصناعي من الزجاجة.
3- أعراض نادرة
يُعاني معظم الأطفال المصابين بفيروس الروتا من أعراض الجهاز الهضمي فقط (الأعراض التي تؤثر على المعدة والأمعاء)، ولكن يمكن أن يؤثر الفيروس أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم.
ويُمكن أن يعاني بعض الأطفال من أعراض عصبية (مرتبطة بالدماغ) مثل الصداع والنوبات والتهاب الدماغ.
المضاعفات العصبية غير شائعة مع فيروس الروتا، لكنّها يمكن أن تحدث.
وعلى عكس الأمراض الأخرى التي يُمكن أن تؤدي إلى نوبات بسبب الحمى المرتفعة أو الطويلة، فإن نوبات فيروس الروتا ليست بالضرورة أكثر شيوعًا عند الأطفال المصابين بالحمى، وفقًا لموقع “e-cep.org”.
وتُسمّى هذه النوبات أحيانًا بالتشنّجات الحميدة المُصاحبة لالتهاب المعدة والأمعاء الخفيف (أنفلونزا المعدة). ويُعدّ فيروس الروتا سببًا شائعًا لهذه الأعراض.
تذكر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أنّ النوبات عند الأطفال تتمثّل في التشنّجات، والحركات العشوائية المتكرّرة، والرجيج الإيقاعي، وفقدان الوعي. وعادة لا تستمرّ هذه النوبات لفترة أطول من خمس دقائق ولا تؤدي إلى مشاكل مستقبلية، أو تسبب حالات الصرع مثل الصرع.
كما تشمل الأعراض الأخرى التي تُشير إلى أنّ الطفل يعاني من مضاعفات نادرة لفيروس الروتا: الارتباك، والهذيان، والنعاس الشديد.
الأعراض لدى الكبار
يُمكن أن يُصاب المراهقون وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بفيروس الروتا. ولن يعاني بعض البالغين من أي أعراض، لكن قد يعاني آخرون من الأعراض المعدية المعوية نفسها كالأطفال، مثل:
- الغثيان والقيء؛
- الإسهال؛
- الألم في البطن؛
- الحمى.
وعادة ما تكون هذه الأعراض أخفّ عند البالغين، ولا تحمل نفس مخاطر الجفاف والمضاعفات العصبية مثل الأطفال.
كيف يُمكن الوقاية من فيروس الروتا؟
تؤكد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنّ إحدى أفضل الطرق للوقاية من فيروس الروتا هي اللقاح. واعتمادًا على النوع المستخدم، سيحتاج طفلك إلى جرعتين أو ثلاث جرعات من اللقاح.
ويجب أن يتلقى الرضع اللقاح الأول بعمر الشهرين.
واللقاح آمن ويحمي أكثر من 90% من الأطفال من العدوى الشديدة والاستشفاء، وحوالي 70% من الأطفال من الإصابة بفيروس الروتا على الإطلاق.
توضح المؤسسة الأميركية للأمراض المعدية أنّه من الصعب إزالة فيروس “روتا” من بيئتك. فالعديد من منتجات التنظيف لا تقضي على الفيروس، ويمكن أن يعيش على بعض الأسطح الصلبة لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
ولذلك يُنصح بتنظيف اليدين جيدًا، بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام، للمساعدة في منع انتشار العدوى.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب الاتصال بالطبيب، إذا ظهرت على طفلك علامات الجفاف، لأنّه قد يحتاج إلى دخول المستشفى لتلقّي السوائل الوريدية (IV) للمساعدة في إعادة ترطيب جسمه.
ومن الضروري أيضًا، طلب الرعاية الطبية الطارئة إذا بدا أنّ الطفل المصاب بفيروس “روتا” يعاني من نوبة صرع، أو بدأ بالتصرّف بشكل غريب، أو بدا خاملًا للغاية أو مشوشًا، أو فقد وعيه.
إنّ الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن، يُمكن أن يمنع تفاقم العدوى والتسبّب بمضاعفات.