قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حكومته “تستعد للمراحل المقبلة من الحرب”، متوعدًا بعدم التوقف إلا بعد تحقيق “كل أهداف النصر”، حسب قوله.
وشهدت كلمة نتنياهو مقاطعات متكررة من أعضاء المعارضة في الجلسة العامة للكنيست الإسرائيلي، وسط احتجاجات من أهالي الأسرى والقتلى الإسرائيليين.
تهديد بعودة “حرب النهضة”
وقال نتنياهو في مستهل كلمته أمام الكنيست: “نستعد للمراحل المقبلة من حرب النهضة”، مضيفًا: “لن نتوقف حتى نحقق كل أهداف النصر، وإعادة كل مختطفينا، وتدمير قوة حماس، وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل”.
وتباهى نتنياهو بالأسرى الذين أعادتهم إسرائيل ضمن الصفقات مع حماس، قائلًا: “البعض لم يصدق أننا سنعيد حتى واحدًا”.
وادعى أن حركة حماس “ترسخت في موقفها السلبي” بعد أن تبنت إسرائيل مخطط المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وزعم نتنياهو أن حكومته لم تخرق الاتفاق مع حماس، مضيفًا: “لدينا خيار العودة إلى القتال اعتبارًا من اليوم الثاني والأربعين إذا شعرنا بأن المفاوضات غير مجدية”.
ومضى مهددًا: “إذا لم تفرج حماس عن مختطفينا فسيكون هناك ثمن لا يمكنهم تخيله”، حسب تعبيره.
وبعدما توجه نتنياهو في بداية كلمته إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين، صاح عضو الكنيست عن حزب العمل جلعاد كريف: “هذه عائلات ثكلى! “أنت لا تعرف حتى”. ليرد نتنياهو قائلاً: “أنا أعرف جيدًا ما هي العائلات الثكلى، عار عليكم”.
وبعد أن اضطر نتنياهو إلى وقف خطابه أكثر من مرة بسبب صيحات نواب المعارضة، قال لهم: “أنتم تقومون بالضغط علينا وليس على حماس وترددون دعاية حماس”.
وأضاف: “أنتم تحرضون ضدنا طيلة الأوقات بأسوأ صورة ممكنة ما يضر بإمكانية إعادة المختطفين، أنتم لا تتوقفون عن بث الفرقة والتحريض”.
مُعضلةُ لجنة التحقيق تؤرّق نتنياهو
وقال مراسل التلفزيون العربي من القدس المحتلة أحمد دراوشة الذي تابع كلمة نتنياهو أمام الكنيست إنه لم يسبق وأن شوهد نتنياهو غاضبًا بهذا الشكل منذ فترة طويلة جدًا، وأن الأمر الذي أثار غضبه بشكل كبير هو الحديث عن لجنة تحقيق رسمية في أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وأوضح دراوشة أن نتنياهو أكد أنه يريد لجنة تحقيق “حيادية ومتوازنة وغير منحازة لأحد”، وأصرّ على ألا تمثل لجنة التحقيق طيفًا سياسيًا واحدًا.
ويرى نتنياهو بحسب دراوشة أن جهاز القضاء منحاز لخصومه من المعارضة، مشيرًا إلى مطالبة رئيس الحكومة الإسرائيلية بمشاركة سياسيين في لجنة التحقيق وألا تقتصر على قضاة فقط.
ووفق مراسل التلفزيون العربي فقد تسبب مقترح نتنياهو بخصوص لجنة التحقيق في موجة من الغضب لدى أعضاء المعارضة، الذين قاطعوا خطابه مرات كثيرة.
وتمكنت عائلات الأسرى والمحتجزين والجنود القتلى وسكان غلاف قطاع غزة من الدخول إلى الكنيست بعد الاشتباك مع عناصر الأمن، وفور بدء كلمة نتنياهو رفعوا صور المحتجزين في القطاع مطالبين بإتمام صفقة تبادل، بحسب مراسل التلفزيون العربي.
ونقل المراسل عن نتنياهو قوله: إن “الهوة بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق بالمرحلة الثانية كبيرة جدًا وإن مقترح ويتكوف يهدف إلى عدم انقطاع الاتفاق، ويقضي بمرحلة انتقالية يفرج في يومها الأول عن نصف المحتجزين الأحياء، بينما يفرج عن النصف الآخر في اليوم الأخير قبل الانتقال للمرحلة الثانية”.
وأضاف دراوشة أن نتنياهو أوضح أنه بعدما عرضت إسرائيل على ويتكوف رؤيتها للمرحلة الثانية، واستمع إلى رؤية حماس، اقتنع مبعوث الرئيس الأميركي بأن الفجوة كبيرة بين الطرفين، وأنه من الأفضل التوصل إلى تهدئة خلال شهر رمضان وخلال عيد الفصح اليهودي الذي يأتي بعد شهر رمضان، حسب قوله.
“وهدّد وتيكوف حماس إن لم تفرج عن المحتجزين، ولم تقبل بالمفاوضات الحالية، فإن إسرائيل سترد بطريقة لا يمكن أن تتخيلها حماس”، بحسب ما نقله دراوشة عن كلمة نتنياهو.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي من القدس المحتلة تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمته للحديث عن سوريا ولبنان وإيران.
وأكد في كلمته وفق ما ذكر دراوشة، أن إسرائيل لن تسمح ببناء “جيوش إرهابية” عند حدودها في سوريا ولبنان، كما لن تسمح بتعاظم قوة حزب الله أو الدولة الجديدة في سوريا والجيش السوري الجديد.
واستطرد نتنياهو قائلًا: “إن إسرائيل ستواصل جهودها في منع إيران من امتلاك سلاح نووي”.
واستدعي نتنياهو في جلسة الكنيست الإسرائيلي لمناقشة تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مساء اليوم الإثنين، بعد توقيع 40 نائبًا من أصل 120 على طلب استدعائه.