منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من الشهر الجاري، شخصت الأبصار إلى القاعدتين الروسيتين في ريف اللاذقية وطرطوس.
هاتان القاعدتان شكلتا ركيزة عسكرية أساسية في قمع الثورة السورية لصالح الأسد طيلة سنوات.
قاعدة حميميم
تقع قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من مطار باسل الأسد الدولي في ريف اللاذقية، وتم إنشاؤها عام 2015 بعد توقيع اتفاقية بين موسكو والأسد المخلوع، تمنح الحق للقوات الروسية باستخدام القاعدة في كل وقت دون مقابل ولأجل غير مسمى.
وفي غضون أشهر قليلة، وسعت روسيا القاعدة وجهزتها بالبنية التحتية اللازمة، حيث أضافت إليها أماكن لإقامة نحو ألف 1000 عنصر، وبرجًا لمراقبة الحركة الجوية، ومدرجًا ضخما للطائرات، ومحطات للتزود بالوقود.
وقد أشارت تقارير عسكرية إلى أن القاعدة انتشرت فيها طائرات سوخوي بطرازاتها المتعددة، وطائرات حربية أخرى، ومروحيات عسكرية ومسيّرات ومنظومة صواريخ وعربات عسكرية ودبابات.
وقاعدة حميميم شكلت منطلقًا للعمليات الجوية الروسية ضد فصائل المعارضة السورية، ولجأ إليها الأسد بعد مغادرته دمشق قبل سقوط النظام.
وكانت قد تعرضت لهجمات عدة بين عامَي 2017 و2018، إذ اتهمت صحف روسية آنذاك المعارضة بالوقوف خلف تلك الهجمات التي أوقعت عددًا من القتلى في صفوف الجيش الروسي، إضافة إلى إلحاق أضرار ببعض الطائرات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد زار قاعدة حميميم في ديسمبر/ كانون الأول 2017، والتقى بشار الأسد فيها، في مشهد قال عنه السوريون آنذاك إنه يظهر بوتين بمظهر القائد في سوريا وليس الأسد.
ولا يمكن الحديث عن قاعدة حميميم بمعزل عن قاعدة طرطوس الروسية أيضًا، فهي شكلت لسنوات منصة الدعم اللوجستي لقاعدة حميميم، حيث كانت عمليات الشحن الروسية تأتي عن طريق هذه القاعدة البحرية، التي تبعد نحو خمسين 50 كيلومترًا عن حميميم.
قاعدة طرطوس
ووقعت موسكو ودمشق في 18 يناير/ كانون الثاني 2017 اتفاقية تقضي ببقاء القاعدة الروسية البحرية في مدينة طرطوس لمدة 49 عامًا قابلة للتمديد، وتحديثها وتوسعتها لاستيعاب حاملات الطائرات والغواصات النووية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نقلت عن مسؤولين أميركيين وليبيين قولهم: إن روسيا سحبت عتادًا عسكريًا متطورًا من قواعدها في سوريا ونقلته إلى قاعدة الخادم في ليبيا.
من جانبه، أعلن الكرملين، في وقت سابق، أن الاتصالات لا تزال مستمرة مع المسؤولين السوريين الجدد بشأن العلاقات الثنائية ومصير القواعد العسكرية الروسية.
وشكلت القواعد العسكرية الروسية في سوريا، البحرية والجوية، ثقلًا إستراتيجيًا لروسيا على البحر المتوسط.
والأحداث الأخيرة في سوريا، تطرح تساؤلات عدة عن مصير النفوذ الروسي في شرق المتوسط، في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.