استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون أمس الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء في قصف للاحتلال على قطاع غزة، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم 61 اجتياح شمال القطاع.
فمنذ أكثر من عام، تواصل إسرائيل عدوانها على غزة، ما أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
الاحتلال يستهدف منازل الفلسطينيين
وفي التفاصيل، أفاد مراسل التلفزيون العربي، باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين جراء قصف خيمة تؤوي نازحين داخل مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” بأن طائرات الاحتلال استهدفت مساء الثلاثاء منزًلا لعائلة الخور قرب مسجد عبد الله عزام بحي الصبرة جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين.
كما قصفت قوات الاحتلال منزلًا آخر قرب مسجد السوسي بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، حسب وكالة “وفا”.
ومساء أمس الثلاثاء، أصيب 3 من كوادر مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، أحدهم حالته حرجة، جراء قصف إسرائيلي بقنابل كواد كابتر استهدف ساحة المستشفى.
ووصل الواقع الصحي في القطاع إلى وضع كارثي جراء قصف واقتحامات الجيش الإسرائيلي للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، بالإضافة إلى انعدام المستلزمات الضرورية جراء الحصار وإغلاق المعابر ومنع حركة خروج المرضى للعلاج في الخارج.
من جهته، قال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان أمس الثلاثاء: إن “الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى 5 مرات خلال اليوم”، مشيرًا إلى أن الطواقم الطبية أرهقت جراء “الفظائع”.
واشنطن تعارض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة
سياسيًا، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء رفضها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة، وذلك غداة تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” مفاده أنّ الجيش الإسرائيلي بصدد تسريع أعمال بناء منشآت عسكرية في القطاع الفلسطيني.
واستنادًا إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية، أفادت الصحيفة النيويوركية أنها رصدت في وسط قطاع غزة تسريعًا لأعمال بناء هذه القاعدة بالتوازي مع هدم أكثر من 600 مبنى في المنطقة، ما يؤشّر إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطّط لوجود طويل الأمد في القطاع.
وتعليقًا على هذا التقرير، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب منذ بداية الحرب على غزة قبل أكثر من عام عن معارضته لأيّ وجود إسرائيلي دائم في غزة.
وأضاف باتيل خلال مؤتمر صحافي أنه إذا كانت معلومات نيويورك تايمز “صحيحة، فمن المؤكد أن هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حدّدها الوزير بلينكن”.
وأردف: “لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. أكثر من ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم”.
من جانبه، أعلن الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، أن موقف الولايات المتحدة هو أن “إسرائيل يجب أن لا تستمر في احتلال غزة بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وبعد القضاء على التهديد الذي تشكله حماس”.
وأضاف: “سنواصل التشاور مع شركائنا الإسرائيليين بشأن هذا الموضوع، لكن الأهم هو تحقيق وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء هذا النزاع الرهيب”.
وفي تقريرها، نقلت “نيويورك تايمز” عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: إن “الإنشاءات الجارية هدفها تشغيلي”، مؤكدًا أن أي بناء يمكن تفكيكه بسرعة.