قصف الجيش السوداني بالمدفعية الثقيلة مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث، وسط تحذيرات أممية من أن الأوضاع الإنسانية في السودان بلغت حدا مروعا.

ويقول الجيش السوداني إنه يتقدم في عدد من مواقع قوات الدعم السريع، فيما تنفي هذه القوات ذلك، وتقول إنها لا تزال تحاصر القيادة العامة للجيش في مبنى المخابرات العامة بالخرطوم.

وحسب مصدر في الجيش السوداني، فإن اشتباكات اندلعت بين قوات الجيش والدعم السريع في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش في حي أبروف بأم درمان وفي منطقة جبرة جنوبي الخرطوم.

وقالت مصادر محلية إن الطائرات الحربية التابعة للجيش حلقت بشكل كثيف في سماء مدن العاصمة الثلاث، كما أفادت بسماع إطلاق نار بأسلحة ثقيلة وسط وجنوبي أم درمان وفي مركز الخرطوم وشرق النيل.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله للجزيرة إن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر بشرية ومادية خلال اشتباكات مسلحة جرت اليوم جنوبي الخرطوم.

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها لا تزال تحاصر القيادة العامة للجيش السوداني، ونشرت صورا قالت إنها لقواتها في مبنى المخابرات العامة وشارع مطار الخرطوم.

وتأتي هذه التطورات غداة إعلان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تشكيل لجنة تعنى بجرائم الحرب، وحصر انتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.

الوضع الإنساني

في هذه الأثناء، حذرت كلمنتين نكويتا سلامي نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة الخاصة لدعم الانتقال بالسودان من أن الأوضاع الإنسانية بلغت حدا مروعا.

وأضافت المسؤولة الأممية أثناء زيارتها مراكز تؤوي متضررين من الاشتباكات في ولايتي كسلا والقضارف شرقي السودان أن الاحتياجات الإنسانية في ازدياد بشكل كبير، وأن هناك حاجة لمزيد من الدعم بشكل عاجل.

كما حذرت سلامي من نفاد الأدوية واحتمال مغادرة الفرق الطبية إلى مواقع أخرى أو هجرتها إلى خارج البلاد في حال لم تتحسن بيئة عملها.

وفي سياق الوضع الإنساني أيضا، قال تيد شيبان نائب المدير التنفيذي للعمل الإنساني وعمليات الإمداد لليونيسيف إن الأطفال يواجهون وضعا غير مسبوق.

وأشار إلى أن الأرقام الرسمية كشفت عن مقتل أو إصابة طفل كل ساعة منذ بدء المواجهات في السودان، مؤكدا أن العدد الإجمالي الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق عدة في دارفور وكردفان، مما أسفر عن سقوط نحو 3 آلاف قتيل حسب إحصاءات غير رسمية، كما تشرد نحو 3 ملايين سوداني، إذ عبر الآلاف منهم الحدود إلى دول الجوار، فيما نزح الباقون داخليا.

ومع احتدام المواجهات يتسابق الطرفان للسيطرة على المواقع العسكرية الإستراتيجية الموزعة بين مدن الخرطوم الثلاث “الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري”.

شاركها.
Exit mobile version