تعيش دير الزور أكبر مدن الشرق السوري واقعًا صعبًا، في ظل انقطاع الكهرباء المستمر وتدمير البنية التحتية، ما أجبر الأهالي على العودة إلى وسائل بدائية للتدفئة والإنارة.
ورغم الجهود المبذولة من الجهات المعنية لإصلاح الشبكة الكهربائية، يبقى نقص الإمكانيات والتهميش عقبة أمام عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة.
وما يزال الناس في المنطقة يستخدمون الفوانيس لإضاءة لياليهم مع غياب التلفاز والإنترنت والتكنولوجيا الحديثة.
ويقول حمادة الحميد، من أبناء دير الزور إن الكهرباء غائبة وقد عادوا لاستخدام الفانوس، متمنيًا إعادة التيار في وقت قريب.
لكن هناك أيضًا عائلات بات الفانوس بالنسبة إليها رفاهية حيث لا يملكون ثمن وقوده.
النار مصدر للضوء والدفء
ووسط هذا الظلام، أصبحت النار مصدرًا للضوء والدفء مع انخفاض درجة الحرارة، حيث تحاول العائلات مع انقطاع الكهرباء التغلب على ليال طويلة وباردة، وسط جهود حثيثة للقائمين على شركة الكهرباء لإصلاح ما أفسدته الحرب.
في الصباح، تعمل ورش شركة الكهرباء على إصلاح خطوط التيار، مركزة على إنارة الشوارع الرئيسية. إلا أن مخصصات المدينة من الميغاوات تعيق تزويد الأهالي بالكهرباء باستمرار.
ويقول المهندس إبراهيم الشوحان مدير التشغيل والاستثمار في شركة كهرباء محافظة دير الزور: “كميات كهرباء محدودة جدًا تأتينا من دمشق بحدود 29 أو 39 ميغاواط وهذه الكمية مخصصة للمدينة والريف وهي مساحة جغرافية كبيرة تمتد من المدينة إلى الريف الشرقي والغربي بالإضافة إلى مناطق أُخرى”.
ولعقود خلت، قام نظام الأسد بتهميش مدينة دير الزور، ولم تكتف سياساته بإقصائها من الخارطة السورية، بل دمرت بنيتها التحتية، وعلى رأسها قطاع الكهرباء، لتترك ما تبقى منها أطلالًا شاهدة على التهميش والنسيان.