استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وخلال اللقاء، لفت نتنياهو إلى أن تل أبيب تعمل على التوصل إلى “اتفاق” جديد بشأن إطلاق المحتجزين في قطاع غزة، وقال: “نحن نعمل حاليًا على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن”.
من جهته، اعتبر ترمب أن “سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وامتلاكها له” سيكون أمرًا جيدًا، مُجددًا اقتراحًا طرحه مرات عدة خلال الأسابيع الأولى من ولايته.
وقال إن “العمل جارٍ لتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس”، لكنه اعتبر أن ضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين “عملية طويلة”.
وأضاف: “إذا نقل الفلسطينيون إلى دول أخرى فستكون هناك منطقة حرة في قطاع غزة”.
الحرب على غزة والوعود
وردًا على سؤال عما إذا كان سيفي بوعده الذي قطعه خلال حملته الرئاسية بإنهاء الحرب على غزة، قال ترمب “أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد للغاية”.
وتم إلغاء مؤتمر صحافي كان من المقرر عقده بين الرجلين دون سابق إنذار في خطوة غير عادية، لكنهما تحدثا إلى مجموعة أصغر من الصحافيين في المكتب.
والتقى نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية في وقت سابق الإثنين، في واشنطن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لبحث الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، وفق موقع “واللا” العبري.
وهذه هي الزيارة الثانية لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن، بعدما استضافه الرئيس الأميركي مطلع فبراير/ شباط.
وخلال الزيارة الأولى، فاجأ ترمب العالم بالكشف عن خطته بخصوص سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بهدف “تنميتها عقاريًا واقتصاديًا وجعلها ريفييرا الشرق الأوسط” وفق تعبيره.
ترمب: لا ننظر في تعليق التعرفات الجمركية
أما هذه المرة، فتأتي الزيارة فيما يعيش العالم صدمة الإعلان الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية مرتفعة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وهو ما دفع أسواق الأسهم العالمية إلى حالة من الاضطراب.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الأميركي أنه لا ينوي تعليق تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي تثقل كاهل شركاء الولايات المتحدة التجاريين وتدفع الأسواق إلى حالة من الذعر.
وصرّح ترمب: “نحن لا ننظر في ذلك”، مضيفًا أن “العديد من الدول ستأتي للتفاوض معنا” على اتفاقات “ستكون منصفة”.
ويعد نتنياهو أول زعيم أجنبي يتم استقباله في البيت الأبيض منذ بدء هذا الهجوم الذي لم تسلم منه حتى إسرائيل.
وقال نتنياهو قبل وصوله: “أعتقد أن ذلك يعكس العلاقة الشخصية الخاصة والروابط المميزة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو أمر جوهري في هذا الوقت”.
ويتمثّل الهدف الرئيسي لنتنياهو في إقناع الرئيس الأميركي بإلغاء أو على الأقل تقليص الرسوم الجمركية على إسرائيل البالغة 17% قبل أن تدخل حيز التنفيذ الأربعاء.
وحاولت تل أبيب استباق إعلان ترمب الأربعاء عبر إلغاء الرسوم المتبقية على 1% من السلع الأميركية التي كانت لا تزال تخضع لرسوم في إسرائيل.
الرئيس الأميركي يكشف عن اجتماع مهم مع إيران السبت
لكن ترمب مضى قدمًا في فرض رسومه، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لديها عجز تجاري كبير مع إسرائيل، أحد أبرز المستفيدين من المساعدات العسكرية الأميركية.
أما في ما يتعلق بإيران، فكشف ترمب أن بلاده ستجري “مباحثات مباشرة” مع إيران، متحدثًا عن “اجتماع على مستوى عالٍ جدًا” سيعقد السبت.
وقال: “لدينا اجتماع كبير للغاية السبت، ونحن نتعامل معهم بشكل مباشر”. وأضاف: “ربما سيتم التوصل الى اتفاق، وهذا سيكون رائعا. سنعقد اجتماعا مهما جدا السبت، على مستوى عالٍ جدا”.
وأضاف: “إذا لم تنجح المفاوضات مع إيران فستكون في خطر كبير وأكره أن أقول ذلك”، مشددًا على أنه “لا يمكن لطهران الحصول على سلاح نووي”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رفض الأحد إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن، معتبرًا أن “لا معنى لها” في ظل التهديدات و”التناقضات” من إدارة دونالد ترمب.
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الأميركي عن استيائه إزاء استمرار القصف “الجنوني” الروسي على أوكرانيا.
وعندما سُئل عن سبب عدم فرضه رسوما جمركية على روسيا، أجاب: “السبب الذي يجعلنا لا نتحدث عن الرسوم الجمركية على روسيا هو أننا لا نتعامل معها لأنها في حالة حرب، ولست سعيدًا بما يحدث مع القصف، لأنهم يقصفون بشكل جنوني الآن”.