اكتشف العلماء “مفتاحًا” يعمل على مقاومة الخلايا السرطانية، فيما يوصف بأنه إنجاز كبير.
فبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تمكن الباحثون في كوريا الجنوبية من إعادة الخلايا السرطانية إلى مرحلة أكثر صحة.
وقد سمح لهم ذلك بالاستفادة من اللحظة الحرجة قبل أن تتحول الخلايا الطبيعية بشكل لا رجعة فيه إلى خلايا مريضة ووقف التقدم.
وتركز علاجات السرطان التقليدية على إزالة الخلايا السرطانية عن طريق الجراحة، أو تدميرها بالإشعاع أو العلاج الكيميائي. لكن يبدو أن البحث الجديد قد كشف عن نهج ثالث قد يسمح لمرضى السرطان باستعادة خلاياهم السليمة.
علاجات أقل سميّة
وتنقل الصحيفة عن الدكتورة تيفاني تروسو ساندوفال، عالمة الأورام المتقاعدة التي كانت تعمل سابقًا في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، والتي لم تشارك في الدراسة: “أن هذا الاكتشاف يوفّر نهجًا جديدًا لعلاج السرطان عن طريق إعادة توصيل الخلايا السرطانية بدلًا من القضاء عليها”.
واعتبرت ساندوفال أن هذا قد يؤدي إلى علاجات أقل سمية من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، حيث تؤدي هذه العلاجات إلى تدمير خلايا الجسم وليس فقط الخلايا السرطانية.
ويسبب هذا الأمر آثارًا جانبية منهكة، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى إصابة المرضى بمزيد من الأمراض، بما في ذلك السرطانات الجديدة.
تشير نتائج الدراسة إلى طريقة لمنع تكوين الورم لدى المرضى المعرضين لخطر كبير- غيتي
إلى ذلك، يمكن أن تشير النتائج الجديدة إلى طريقة لمنع تكون الورم لدى المرضى المعرضين لخطر كبير، مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض أو الذين يتعرضون بانتظام لمواد مسرطنة مثل دخان السجائر.
الكشف عن الشبكة الجينية لتطور السرطان
وبحسب “ديلي ميل”، أشار المؤلف المشارك في البحث الجديد، كوانغ هيون تشو، أستاذ علم الأحياء في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، إلى ما كشفته هذه الدراسة بالتفصيل على مستوى الشبكة الجينية، والتغييرات التي تحدث داخل الخلايا وراء عملية تطور السرطان، والتي تعتبر لغزًا حتى الآن.
ولا يعد تطور السرطان تحولًا فوريًا، بل يحدث تدريجيًا مع تراكم التغييرات في الحمض النووي للخلايا السليمة بمرور الوقت، مما يغير من طريقة عمل الخلايا. وبمجرد حدوث تغييرات ضارة كافية، تتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية تعمل بشكل غير طبيعي.
وحدد الباحثون نافذة رئيسية خلال هذا التحول التدريجي، حيث تدخل الخلايا في “حالة انتقالية حرجة” قصيرة العمر حيث تحتوي على سمات صحية وسرطانية.
وباستخدام نظام تحديد الجزيئات، تمكن الفريق من استهداف الآليات التي تتحكم في هذا التحول وتحديد المسارات الجزيئية التي تدفع الخلايا إلى وضعها الطبيعي.
اختبر الباحثون آلية العلاج الجديدة هذه من خلال تجارب الخلايا الجزيئية في الأورام الصغيرة المزروعة في المختبر، أو العضيات، المصنوعة من خلايا سرطان القولون.
وحددوا إنزيمًا يعيق تحلل بعض البروتينات المرتبطة بالسرطان مما يسمح بتغذية نمو الورم. ومن خلال حجب الإنزيم، توقفت الكائنات العضوية عن النمو وعادت إلى حالة صحية من الأداء الطبيعي. وقد نشر الفريق النتائج التي توصلوا إليها في مجلة العلوم المتقدمة.
وفي حين أن مفهوم تمايز الخلايا – أو عملية تغيير حالات الخلايا – ليس جديدًا، فإن الجديد هو الآلية التي اكتشفها تشو وفريقه وتطبيقها في علاج السرطان، وفقًا للدكتور تروسو ساندوفال.