تايلانديون يتنقلون في قوارب بين المنازل بعد أسوأ فيضانات منذ سنوات (صور)

ينام التايلاندي المتقاعد سومكيد كيجنيوم منذ ثلاثة أشهر في قارب صغير، ويعيش على الطعام الجاف المقدّم إليه وسط مياه الفيضانات التي غمرت منزله.

فقد أغرقت مياه الأمطار الغزيرة مقاطعة أيوثايا التايلاندية التي تضم مدينة قديمة مدرجة على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، فيما وصفها السكان بأنها أسوأ فيضانات تشهدها منذ سنوات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

حوّلت المياه العكرة المناطق السكنية إلى قنوات شاسعة وخطرة يصل عمقها إلى ثلاثة أمتار، وتسللت إلى أطلال المعابد الشهيرة والأضرحة المُذهّبة في العاصمة القديمة.

الأطفال يلعبون في طريق مغمور بالمياه (رويترز)

يقول سومكيد الذي انتهى به الأمر ببناء منصة عالية فوق طاولات لتأمين منطقة جافة يمكنه أن ينام فيها بأمان بدلاً من القارب: «عليّ أن أتحمل الحياة. لا أعرف ماذا أفعل».

لكنه يؤكد أن الوضع «غير مريح»، إذ لا يزال يواجه مشكلات كثيرة تعقّد حياته اليومية، بما يشمل دورات المياه غير الصالحة للاستخدام. كما يعيش على تبرعات الطعام ويواجه تيارات مائية خطرة في قاربه.

ويقول: «آمل أن تنحسر المياه قريباً».

امرأة تدفع طفلَين وسط مياه الفيضانات (رويترز)

وأفاد مكتب الوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها في أيوثايا، الجمعة، بأن فيضانات موسم الأمطار أثرت على أكثر من 60 ألف أسرة في المقاطعة، وأودت بـ18 شخصاً هذا العام.

وأشار إلى أن 38 معبداً في المنطقة تضررت أيضاً جراء الفيضانات.

ويقول فيتشاي آسا نوك الذي اضطر إلى الانتقال من منزله الذي غمرته المياه إلى ملجأ يديره معبد، إن المياه «جاءت بسرعة كبيرة».

ويوضح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «الوضع أصبح صعباً للغاية»، بعد أن اتسع نطاق الفيضانات واستمرت لفترة أطول من السنوات السابقة.

طفلة تلهو في مياه الفيضان (رويترز)

يشير السكان إلى أن مدة الفيضانات غير العادية التي قاربت أربعة أشهر، وشدتها ترجعان إلى حد كبير إلى سوء الإدارة.

ويقول زعيم المجتمع المحلي بونشوب ثونغسيجود إن السلطات لم تُطلق المياه في الحقول المجاورة، ما جعل القرى فعلياً «محطة استراحة للمياه» قبل أن تتدفق جنوباً عبر نهر تشاو فرايا إلى بانكوك وخليج تايلاند.

ويلفت إلى أن منسوب المياه تجاوز ما سُجِّل في أزمة عام 2011 بنحو 40 سنتيمتراً.

وبينما عرضت الحكومة مساعدة قدرها 9000 بات تايلاندي (280 دولاراً) لكل أسرة متضررة، رأى بعض السكان أن هذا المبلغ غير كافٍ.

يوضح فيتشاي أن المبلغ بالكاد يكفي لشراء مواد أساسية مثل الخشب المستخدم في رفع المنازل، من دون احتساب تكلفة التنظيف التي تصل إلى 3000 بات. ويقول: «يجب أن يكون المبلغ بعشرات الآلاف».

شاركها.
Exit mobile version