صراع القمة والقاع في البوندسليغا يجمع بايرن بهايدنهايم
يحل نادي بايرن ميونيخ ضيفاً ثقيلاً على فريق هايدنهايم يوم الأحد المقبل في الجولة الخامسة عشرة من دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، حيث يختتم الفريق البافاري مبارياته لهذا العام بمؤشرات إحصائية تعكس فوارق شاسعة بين الطرفين.
يدخل بايرن ميونيخ اللقاء ممتلكاً أقوى خط هجوم في الدوري الألماني هذا الموسم برصيد 51 هدفاً، بمعدل 64.3 هدفاً في المباراة الواحدة، وهو رقم قياسي جديد بعد مرور 14 جولة. في المقابل، يمتلك هايدنهايم أضعف خط هجوم في المسابقة بالتساوي مع ماينز وسانت باولي برصيد 13 هدفاً فقط.
كما يتفوق البافاري دفاعياً باستقباله 11 هدفاً بوصفه أقوى دفاع، بينما يعاني هايدنهايم من أضعف خط دفاع باستقباله 30 هدفاً.
تتجلى الفوارق أيضاً في نسبة الاستحواذ، حيث يتصدر بايرن ميونيخ القائمة بمعدل 68 في المائة، بينما يحل هايدنهايم في المركز قبل الأخير بنسبة 42 في المائة، وكان العملاق البافاري قد سجل رقماً قياسياً تاريخياً في مباراته الأخيرة ضد ماينز بنسبة استحواذ بلغت 85 في المائة، وهو الرقم الأعلى منذ بدء جمع البيانات المفصلة في موسم 2005-2004.
يسعى بايرن ميونيخ لإنهاء عام 2025 دون أي خسارة خارج ملعبه في الدوري، حيث خاض 15 مباراة بعيداً عن دياره محققاً 11 انتصاراً، و4 تعادلات.
وإذا نجح في تجنب الهزيمة يوم الأحد، فستكون هذه المرة الثالثة في تاريخ النادي التي ينهي فيها عاماً كاملاً دون خسارة خارجية بعد عامي 1986 و2013.
ورغم تعادله الأخير مع ماينز، يحقق الفريق ثاني أفضل موسم في تاريخه برصيد 38 نقطة من 14 جولة، خلف رقمه القياسي السابق في موسم 2016-2015 حينما حصد 40 نقطة، بعد مرور نفس عدد الجولات.
يقف المهاجم الإنجليزي هاري كين على أعتاب إنجاز تاريخي، حيث ساهم في 99 هدفاً خلال 77 مباراة في الدوري الألماني بواقع 80 هدفاً، و19 تمريرة حاسمة، وبإمكانه الوصول للمساهمة برقم 100 في مباراته الثامنة والسبعين، ليحطم رقم الهولندي آريين روبن الذي احتاج 119 مباراة للوصول لهذا الرقم.
كما سجل كين رقماً شخصياً جديداً بإحرازه 50 هدفاً رسمياً بقميص بايرن في عام ميلادي واحد، متجاوزاً سجله السابق مع توتنهام حينما سجل 49 هدفاً في عام 2017، بالإضافة إلى ذلك، حقق رقماً قياسياً بتسجيل 20 ركلة جزاء متتالية بنجاح في الدوري الألماني.
وشهدت المباراة الماضية أمام ماينز تسجيل الموهبة الشابة لينارت كارل هدفاً، ليصل إلى مساهمته التهديفية الخامسة بواقع ثلاثة أهداف، وتمريرتين حاسمتين، وهو في سن السابعة عشرة، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً جديداً في تاريخ نادي بايرن ميونيخ بوصفه أكثر لاعب مساهمة في الأهداف قبل بلوغ سن الثامنة عشرة.
وتتجه الأنظار مساء غد الجمعة إلى ملعب سيجنال إيدونا بارك لمتابعة مواجهة قوية في الدوري الألماني تجمع بين بوروسيا دورتموند وضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ، وهي مباراة تحمل أهمية كبيرة لطرفي اللقاء في ظل تباين مراكزهما بجدول الترتيب.
يدخل دورتموند اللقاء في المركز الثالث برصيد 29 نقطة، وهو أفضل رصيد للفريق بعد 14 جولة منذ أربع سنوات، رغم تعادله الأخير أمام فرايبورغ بهدف لمثله، في مباراة شهدت طرد لاعبه جوب بيلينغهام.
ويطمح المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، الذي خسر مباراة واحدة فقط من أصل 14 في الدوري، إلى الحفاظ على سجل الفريق القوي في ملعبه؛ حيث لم يهزم دورتموند في 14 من آخر 15 مباراة استضافها.
في المقابل، يحتل مونشنغلادباخ المركز الحادي عشر برصيد 16 نقطة، ويسعى لتجاوز خسارته الأخيرة أمام فولفسبورغ، التي أوقفت سلسلة من ثلاث مباريات بشباك نظيفة.
ويأمل المدرب يوجين بولانسكي في تحقيق فوز يبعد فريقه عن صراع الهبوط، مستنداً إلى أداء دفاعي ممتاز خارج الديار شهد فوزه في آخر ثلاث مباريات بعيداً عن ملعبه دون استقبال أي هدف.
يفتقد دورتموند لبيلينغهام الموقوف وبن سبعيني المشارك في كأس الأمم الأفريقية، بينما يعاني غلادباخ من غيابات مؤثرة في الهجوم مثل تيم كليندينست، وروبن هاك.
وفي مواجهة من العيار الثقيل يستضيف لايبزيغ صاحب المركز الثالث فريق باير ليفركوزن صاحب المركز الخامس مساء السبت.
ويمتلك لايبزيغ 29 نقطة في الوصافة بفارق تسع نقاط خلف بايرن المتصدر، مقابل امتلاك ليفركوزن 26 نقطة في المركز الرابع.
عاش كلا الفريقين تقلبات مثيرة هذا الموسم؛ فليفركوزن بدأ حقبة المدرب الهولندي السابق إريك تين هاج بنتائج مخيبة، منها خسارة ثقيلة، ودياً أمام ناشئي فلامنغو وسقوط في افتتاح الدوري، مما عجل بإقالته وتعيين الدنماركي كاسبر هيولماند. وتحت قيادة هيولماند، استعاد الفريق توازنه محققاً 8 انتصارات في أول 12 مباراة، فضلاً عن فوز تاريخي على مانشستر سيتي في دوري الأبطال.
أما لايبزيغ، فقد تجاوز صدمة البداية القاسية بالخسارة بسداسية أمام بايرن ميونيخ، لينتفض تحت قيادة المدرب أولي فيرنر محققاً 10 انتصارات في 13 مباراة، ليصبح المنافس الأبرز على اللقب.
وتتركز الأنظار في هذه القمة على صراع أفضل ظهيرين في أوروبا حالياً؛ ديفيد راوم لاعب لايبزيغ، الذي يمثل رئة الفريق بقطعه مسافة 8.152كم، وصناعته لفرص كثيرة، وأليخاندرو جريمالدو لاعب ليفركوزن، المتخصص في الكرات الثابتة، وصاحب المساهمات التهديفية الثماني هذا الموسم.
ورغم الغيابات المؤثرة بسبب كأس الأمم الأفريقية، مثل إبراهيم مازا وإدموند تابسوبا ثنائي ليفركوزن، ويان ديوماندي لاعب لايبزيغ، فإن الملعب سيعج بالمواهب الشابة، حيث يقود هجوم لايبزيغ، البلجيكي يوهان باكايوكو والدنماركي كونراد هاردر، بينما سيعتمد ليفركوزن على سرعة إرنست بوكو، والأميركي ماليك تيلمان.
يدخل لايبزيغ المباراة متسلحاً بسجل مثالي في ملعبه هذا الموسم، حيث حقق الفوز في جميع مبارياته الست التي خاضها على أرضه، في المقابل، يسعى ليفركوزن لاستعادة هيبته خارج الديار، وهو الذي امتلك سابقاً رقماً قياسياً بـ37 مباراة دون هزيمة بعيداً عن ملعبه، قبل أن يتجرع خسارتين مؤخراً أمام بايرن ميونيخ، وأوجسبورغ.
ستمثل هذه الموقعة الاختبار الحقيقي لقدرة «المامباس» على الصمود أمام طوفان لايبزيغ الهجومي في عقر داره.
وفي باقي المباريات، يلتقي أوجسبورغ مع فيردر بريمن، وآينتراخت فرانكفورت مع مضيفه هامبورغ، وشتوتغارت مع ضيفه هوفنهايم، وفولفسبورغ مع فرايبورغ، وكولن مع يونيون برلين يوم السبت، فيما يلتقي يوم الأحد ماينز مع سانت باولي.

