يعكس الحراك النشط، الذي تشهده النسخة الثالثة من منتدى الأفلام السعودي، سرعة وتيرة توجه السعودية إلى بناء بيئة سينمائية متكاملة، تجمع بين الإبداع البشري والابتكار التقني، وإلى تعزيز حضور السعودية كمحور رئيسي لصناعة الأفلام في المنطقة والعالم.
وكشف الصندوق الثقافي في السعودية عن عدد من المنصات والعلامات السعودية الناشئة التي بدأت تشقّ طريقها بثقة في القطاع، بفضل حزم الدعم والتمويل التي حظيت بها في السعودية، وظهرت خلال النسخة الثالثة من المنتدى لعرض منتجاتها وتقديم خدماتها.
وقال عبد الله الكنهل، ممثل الصندوق الثقافي في المنتدى، إن قطاع الأفلام في السعودية يشهد لحظة ذهبية فارقة في مسيرته، وإن المنتدى بنسخته الحالية شهد مشاركة 5 مشاريع سعودية ناشئة دُعمت من خلال الصندوق، وبدأت تشق طريقها، في إطار مستهدفات «رؤية السعودية 2030» الهادفة إلى تنمية الصناعات الإبداعية وتطوير الكفاءات الوطنية.
وأضاف الكنهل، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن المنتدى الذي يجمع رواد الأعمال والمنشآت والمهتمين بقطاع الأعمال، يأتي في إطار حراك كبير يشهده قطاع الأفلام في السعودية، مؤكداً أن الصندوق الثقافي يعمل كجزء من نمو هذا القطاع وتشجيع الحراك فيه.
وأبان أنه من باب التمكين والدعم يسّر الصندوق الثقافي مشاركة 5 من المشاريع السعودية في المنتدى، يجسدون بمشاركتهم حجم التحول والنمو الذي يشهده القطاع، داعياً عموم المنشآت ورواد الأعمال للاستفادة من الحلول والخدمات التي يشهدها قطاع الأفلام، ومن بينها ما يقدمه الصندوق الثقافي لتنمية الصناعات الإبداعية وتشجيع الكفاءات الوطنية.

وفي مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، كشف الصندوق الثقافي السعودي عن 28 إعلاناً واتفاقية تتجاوز قيمتها 3 مليارات ريال (933 مليون دولار) لتطوير البنية التحتية لصناعة الأفلام السعودية وتوسيع حضورها عالمياً، وذلك خلال الدورة الأولى من مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي نظّمته وزارة الثقافة في الرياض، وشملت إعلان إطلاق ثاني صندوق أفلام في البلاد، يشارك فيه الصندوق الثقافي كمستثمر رئيسي في مشاريع أفلام واستوديوهات عالية الجودة داخل المملكة وخارجها، تشمل إنتاج الأفلام وتوزيعها.

وحظي منتدى الأفلام السعودي، الذي انطلق الأربعاء في الرياض تحت شعار «لقاء يغيّر المشهد»، بمساحات واسعة لتمكين الشركات المحلية وصنّاع الأفلام، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الشراكات محلياً ودولياً، إلى جانب توفير منصة لتبادل الخبرات بين محترفي الصناعة، وإبراز مكانة المملكة كمركزٍ إقليمي لصناعة السينما.
وواصل الحدث فعالياته بمجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل والأنشطة المتنوعة، التي جمعت نخبة من الخبراء وصنّاع القرار والمبدعين في القطاع السينمائي، لمناقشة سبل تطوير الصناعة واستعراض التجارب المحلية والدولية في مختلف مجالاتها.

ويشهد المنتدى تنظيم مؤتمر دولي يقدّم أكثر من 50 جلسة حوارية وورشة عمل متخصصة في تطوير المحتوى وتنظيم القطاع، يقدمها أكثر من 60 متحدثاً من 35 دولة، إلى جانب معرض موسع يضم أكثر من 300 جهة محلية وإقليمية ودولية، تشمل شركات الإنتاج والاستوديوهات والمعدات والتقنيات السينمائية، بما يعكس النمو المتسارع الذي تشهده صناعة الأفلام في السعودية.

