شهدت الثورة السورية منذ الثامن من الشهر الماضي تحولات جذرية غيرت مسارها سياسيًا وألقت بظلالها على الواقع الإقليمي والدولي.
فمع الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم طوت سوريا صفحة النظام السابق بهروب رئيسه بشار الأسد إلى روسيا بعد حكم دام أكثر من 24 عامًا.
وبعد ساعات فقط من إعلان الفصائل المعارضة إسقاط نظام الأسد، عقب دخول قواتها العاصمة السورية، وصل أحمد الشرع قائد الإدارة الجديدة إلى دمشق، ليعلن عن اعتماد كنيته الرسمية، بعدما كان يلقب بأبي محمد الجولاني.
وفي التاسع من ديسمبر، تم الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من الفصائل المعارضة بقيادة محمد البشير، ستقود البلاد حتى 1 من شهر مارس/ آذار من عام 2025 إلى حين حل القضايا الدستورية.
ومنذ لحظة إعلان سقوط النظام السابق، تقاطرت الوفود السياسية والدبلوماسية العربية والدولية إلى دمشق للقاء قائدها الجديد وأعضاء الحكومة الانتقالية.
تحولات سياسية متسارعة في سوريا
وشهدت العاصمة زيارة وفود دول لم تطأ الأراضي السورية منذ اندلاع أحداث الثورة الشعبية عام 2011.
وفي أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي، أعلن القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أن تنظيم انتخابات في البلاد قد يستغرق أربع سنوات، وأن اختيار الرئيس القادم لسوريا ستسبقه مراحل سياسية عديدة، لافتًا أيضًا إلى أن هناك حاجة للقيام بإحصاء سكاني شامل قبل إجراء أي انتخابات.
#أحمد_الشرع رئيسا انتقاليا لـ #سوريا.. ما أبرز التغيرات السياسية منذ 8 ديسمبر 2024؟ pic.twitter.com/Oe8HEQs9Wn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 29, 2025
وتبع هذا الإعلان إعلان آخر يتعلق بتأجيل الحوار الوطني الشامل في دمشق لأجل غير مسمى، لأسباب غير معروفة. بينما أكدت مصادر مقربة من الإدارة الجديدة أن الترتيبات تجري لتوجيه الدعوات لمئات الشخصيات التي تمثل كافة طوائف الشعب السوري.
وفي 7 يناير الحالي، قررت الإدارة الأميركية إصدار ترخيص عام يعمل على تخفيف عقوبات مفروضة على سوريا، ليتبعه في27 من الشهر نفسه، قرار مشابه من قبل المجموعة الأوروبية اعتبره السوريون مهمًا في سبيل تحقيق تطلعات بناء الدولة.
كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية اليوم الأربعاء تولي أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، وحل جميع الفصائل العسكرية ودمجها في مؤسسات الدولة، وحل حزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس الشعب وجيش النظام السابق، علاوة على إلغاء العمل بدستور عام 2000.