الإحباط يضرب جماهير الأهلي المصري بعد النتائج المخيبة محلياً
خيَّم الإحباط على جماهير الأهلي المصري، مع تواصل النتائج السلبية للفريق في مسابقة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، وعدّ محللون ومشجعون أنها أسوأ بداية محلية في تاريخ الأحمر.
وواصل الأهلي، حامل اللقب، نزيف النقاط بتعادله إيجابياً 1 – 1 مع مضيفه إنبي، مساء الأحد، في الجولة السادسة من الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، ليقبع في المركز الـ15 في ترتيب جدول المسابقة، برصيد 6 نقاط فقط، بينما يحتل غريمه التقليدي الزمالك الصدارة برصيد 13 نقطة.
كانت حالة من التفاؤل سيطرت على «الأهلاوية» عقب الإعلان عن تعيين عماد النحاس قائماً بأعمال المدير الفني للفريق، بعد الانفصال عن المدرب الإسباني خوسيه ريبيرو، وتولي وليد صلاح الدين منصب مدير الكرة، على أمل تصحيح مسار نتائج الفريق المدجج بالنجوم هذا الموسم.
وقبل تعادل الأمس، خاض الفريق 4 مواجهات رسمية في الدوري الممتاز، تعادل في اثنتين وفاز في واحدة على حساب فاركو، قبل أن يخسر من بيراميدز.
إلا أن التعادل الثالث للفريق أحبط المشجعين، وأثار حفيظة الجماهير التي وجدت في المدرجات لتشجيع فريقها بقيادته الفنية الجديدة أمام إنبي، كما أصبحت حال الفريق ولاعبيه حديث الشارع الرياضي ومنصات التواصل الاجتماعي على مدار الساعات الماضية.
اسوأ واقل موسم شوفته للاهلي في حياتيخمس ماتشات بس كافيين اوي انهم يقفلوني من الموسم ده ومتأملش فيه خير بأي شكل
— Nashwa Elsaied❤️ (@ElsaiedNashwa) September 14, 2025
وطالب قطاع كبير من المشجعين بسرعة التعاقد مع مدير فني أجنبي صاحب خبرة، لقيادة الفريق وتصحيح مساره سريعاً.
بينما طالبت أصوات أخرى بالتعاقد مع المصري حسام البدري، المدير الفني الأسبق، لكونه يملك القدرة على السيطرة على مجريات الأمور في الفريق حالياً.
وعدّ مشجعون آخرون أن البداية هي الأسوأ لفريقهم في بطولة الدوري، متداولين تصريحات مهاجم الفريق السابق والمحلل الحالي، عماد متعب، حول تأكيده ذلك، وانتقاده لغياب روح الفريق.
كما تسابق آخرون على سرد أسباب تراجع مستوى الأهلي هذا الموسم، وكيفية علاج نزيف النقاط.
الناقد الرياضي المصري، أيمن هريدي، قال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحدث حالياً للأهلي من تراجع في الأداء والنتائج يرجع إلى عدة أسباب؛ منها التغييرات التي شهدتها الإدارة الفنية للفريق قبل نهاية الموسم الماضي، واتباع سياسة التعيين المؤقت للمدير الفني، ما أحدث حالة من التخبط في التعامل مع اللاعبين، نظراً لاختلاف وجهة نظر كل مدرب عن الآخر، فضلاً عن فقدان الروح القتالية لدى بعض اللاعبين».
ومن بين الأسباب أيضاً، وفق هريدي، «ظهور أزمات مجلس الإدارة بعد تصريحات عضو مجلس إدارة النادي، حسام غالي، بخصوص ما يحدث داخل الغرف المغلقة، ومن بعدها إعلان رئيس النادي، محمود الخطيب، عدم الترشح فى انتخابات مجلس الإدارة المقبلة، وهي أحداث أثّرت بالسلب على حالة الفريق».
ويشير الناقد الرياضي إلى أن «هجوم الجماهير الحالي على الفريق، يعد أمراً غريباً على الأهلي، خصوصاً أن الهجوم يشمل الفريق بكامله، وكذلك إدارة النادي، وزادت وتيرة الانتقادات بسبب استمرار نزف النقاط، وعدم قدرة اللاعبين على مصالحة الجماهير، ما وضع الجميع تحت ضغط شديد».
وصبّت قطاعات من الجماهير على «السوشيال ميديا» غضبها على عدد من لاعبي الفريق، وهتفت ضدهم عقب نهاية اللقاء، ونال محمود حسن تريزيغيه جانباً من الانتقاد، عقب إشاراته للجماهير بالصمت، أثناء احتفاله بإحراز أول أهدافه مع الفريق أمام إنبي، منذ الانضمام إليه بداية الصيف الحالي.
كان الأهلي تعاقد أيضاً في انتقالات الصيف الحالي مع التونسي محمد علي بن رمضان، وأحمد سيد «زيزو»، بجانب أحمد رمضان «بيكهام»، والحارس محمد سيحا، ومحمد شريف وياسين مرعي ومحمد شكري، وعودة المالي أليو ديانغ بعد انتهاء إعارته لنادي الخلود السعودي، وهو ما رفع سقف طموحات الجماهير في تحقيق الانتصارات والبطولات هذا الموسم، إلا أن النتائج جاءت على خلاف التوقعات.
الناقد الرياضي المصري، مصطفى صابر، عدّ حالة الإحباط التي تضرب جماهير الأهلي «طبيعية، عقب الأداء والانطلاقة الكارثية للفريق في الدوري الممتاز»، وفق قوله، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الانطلاقة تعد أسوأ انطلاقة في تاريخ الفريق، حيث إن الجماهير الأهلاوية لم تعتد أن ترى فريقها في المركز الـ15، خصوصاً أن هذا المستوى الكارثي يأتي تزامناً مع جلب كثير من النجوم، ويعد الفريق الأعلى في القيمة التسويقية في القارة الأفريقية».
وأوضح أن «هناك تشابهاً كبيراً بين تجربة الأهلي الحالية في ضم النجوم وتجربة ريال مدريد في حقبة جيل (جلاكتيكوس) ما بين 2000 و2006، حيث تحوّل حلم بناء فريق الأحلام لفريق يعاني من افتقاد الانسجام والتوازن، ومع زيادة الأسماء الكبرى، ظهرت فجوة في الأداء الفني والتنظيم، مما أثر بالسلب على نتائج الفريق».
ويرى صابر أن عودة الأهلي للمسار الصحيح تتم بالتعاقد مع مدير فني أجنبي قوي واسم كبير في التدريب، لاحتواء هذه الكوكبة من النجوم، لتكوين بنيان فني متماسك للأهلي، يعيد الفريق للمنافسة محلياً وقارياً.