على خلفية إقالته وزير الأمن يوآف غالانت، شنّ 4 من قادة المعارضة في إسرائيل، الأربعاء، هجومًا حادًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معتبرين أنه “فاسد ودوافعه سياسية”.
ففي مؤتمر صحفي مشترك، وصف زعيم المعارضة يائير لابيد وقادة أحزاب “معسكر الدولة” بيني غانتس، و”إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، وتحالف “الديمقراطيون” يائير غولان، قرار الإقالة بأنه “سياسي”.
وكان نتنياهو قد أعلن في خطوة مفاجئة مساء الثلاثاء إقالة غالانت، على أن يحل مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس.
وأرجع نتنياهو الإقالة إلى “أزمة ثقة لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”، دون إيضاحات.
نتنياهو “غير مؤهل لإدارة الحرب”
وقال لابيد الأربعاء: “نتنياهو أضعف وألحق الضرر بالجيش الإسرائيلي والقوات المقاتلة لمجرد تمرير قوانين التهرب”، في إشارة إلى مشروع قانون لإعفاء المتدينين اليهود “الحريديم” من الخدمة العسكرية، والذي عارضه غالانت بشدة.
وأضاف: “لا تدعوا الأكاذيب تؤثر عليكم، لم يُطرد غالانت بسبب خلافات مهنية، بل فُصل لأسباب سياسية فقط، واختار نتنياهو المراوغين بدل مَن يخدمون الدولة”. وتابع: “حتى الأمس، قال نتنياهو إنه من المستحيل الذهاب إلى الانتخابات في زمن الحرب، وهذا العذر انتهى”.
وأردف لابيد: “نحن هنا اليوم معًا، زعماء المعارضة، ويسألني الناس عما سنفعله الآن، والجواب هو: لن نستسلم أبدًا”، مشددًا على أن “نتنياهو غير مؤهل، ولا يستطيع قيادة الحرب، ولا يمكن لمواطني إسرائيل أن يثقوا به”.
ومنذ أشهر يرفض نتنياهو دعوات المعارضة إلى رحيل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، في ظل اتهامات لقادة الحكومة والجيش والمخابرات بالفشل منذ هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
إهمال أمني مطلق
من جهته، تساءل زعيم حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس: “ماذا يجب أن يفكر جنودنا في لبنان اليوم عندما يرون أن وزير الدفاع يُقال بعد أن أصدر أوامر التجنيد؟”.
وفي الأيام الأخيرة أصدر غالانت آلافًا من أوامر الاستدعاء العسكري لـ”الحريديم”، في ظل نقص العديد بصفوف الجيش وخسائره في حربي قطاع غزة ولبنان.
وأضاف غانتس أن “توقيت قرار إقالة غالانت هو إهمال أمني مطلق”، متابعًا أن “أغلبية كبيرة من أعضاء الكنيست (البرلمان) من حزب الليكود (بزعامة نتنياهو) وحزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف (بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش) والأحزاب الحريدية يفهمون أن نتنياهو لا يجب أن يفعل ذلك”.
دفع قانون التهرب من التجنيد
أما زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان فاعتبر أن “إيران ودول محور الشر تحتفل بعد إقالة غالانت” على حد تعبيره.
وقال: “بين أمن الدولة وأمن الائتلاف (الحكومة)، اختار نتنياهو الحفاظ على الائتلاف وفي هذه العملية يتم تفكيك المجتمع الإسرائيلي”. وأضاف: “كان الهدف من إقالة غالانت هو دفع قانون التهرب من التجنيد”.
ويعارض كل من سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تجنيد “الحريديم”، وهددا مرارًا بإسقاط الحكومة عبر الانسحاب منها، ما يعني احتمال فقدان نتنياهو لمنصبه بينما يعاني إخفافات الحرب وتنتظره محاكمة مجمدة في 3 قضايا فساد.
“إيذاء الجيش عمدًا”
أمّا زعيم تحالف “الديمقراطيون” يائير غولان، فقد تعجّب من قرار الإقالة قائلًا: “لم أصدق أنه سيأتي يوم يقوم فيه رئيس الوزراء بإيذاء الجيش عمدًا أثناء الحرب”.
وأشار إلى أنه “لم تكن هناك قط مثل هذه الفجوة الكبيرة بين المواطنين المستعدين للتضحية بكل شيء من أجل البلاد، وبين رئيس وزراء فاسد حتى النخاع مستعد للتضحية بكل شيء من أجل مصلحته الخاصة”.
وكان نتنياهو، قد تراجع في أبريل/ نيسان 2023، عن قرار بإقالة غالانت فجّر احتجاجات شعبية في حينه، وذلك إثر خلافات بينهما.