خلال مناسبة عسكرية أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات قدم من خلالها خطة حكومة الاحتلال للمنطقة والإقليم.
وجدّد نتنياهو في كلمته تأييد تل أبيب لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تهجير أهالي غزة والقضاء على قدرات حماس، مبديًا استعداد جيشه للعودة إلى القتال في أي لحظة.
وقال نتنياهو إن جيشه سيبقى في أعالي هضبة الجولان المحتلة وطالب بنزع السلاح في محافظات الجنوب السوري مع تشديده على مسألة الوجود العسكري بجنوب لبنان، ليعيد على أسماع جمهوره أنه في التاسع من أكتوبر وعد بتغيير الشرق الأوسط، وهو ما يفعله حاليًا وفق وصفه.
وبموازاة هذه التصريحات الإسرائيلية، لا يزال الموقف الأميركي يتماهى مع سياسة نتنياهو تجاه المنطقة والإقليم وما يتعلق بالشأن الفلسطيني وما يحصل تحديدًا في غزة، وسط دعوات أميركية صريحة تطالب حماس بعدم العودة إلى الحكم مجددًا، كما السعي لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة، بدلًا من الانتقال للمرحلة الثانية.
ويتماشى الموقف الأميركي مع الرغبة الإسرائيلية فيما يرتبط بالشأن الإيراني أو شكل العلاقة مع النظام الجديد في سوريا، وهي حتى اللحظة خجولة وغير مؤثرة، علاوة على مواقف متواضعة بشأن الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان أو سوريا.
في المقابل، وبالتزامن مع بروز موقف لبناني سواء من الحكومة أو حزب الله رافض بقوة للتواجد الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، يتشكل موقف عربي وإقليمي أيضًا ضد توجهات ورغبات نتنياهو من خلال التأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية ومنع التهجير ومحاربة فكرة الوطن البديل، إضافة للتشديد على وحدة الأراضي السورية ومطالبة تل أبيب بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها ودعم القيادة السورية الجديدة في دعوتها لذلك.
ترقب لموقف القمة العربية
في هذا الإطار، رأى أنطوان شلحت، الباحث في الشأن الإسرائيلي أن نتنياهو يستمد القوة من التأييد الداخلي له وسط غياب المعارضة لمخططاته، إضافة إلى حصوله على دعم أميركي شبه مطلق من إدارة ترمب.
وأشار في حديث إلى التلفزيون العربي من عكا إلى أن الأنظار تتجه إلى لبنان وخاصة في ظل حديث نتنياهو عن الاحتفاظ بنقاط عسكرية جنوب البلاد.
ولفت شلحت، إلى أن “نتنياهو كان يراهن على عودة ترمب للرئاسة منذ بداية الحرب وربما كانت هناك مراسلات حول كل تلك المخططات التي يجري الحديث عنها الآن”.
وأردف: “هناك تقاطع في التصريحات الأميركية لإدارة ترمب مع تصريحات نتنياهو، سواء بشأن غزة أو الضفة الغربية”.
شلحت اعتبر أن “إسرائيل لا تحسب حسابًا لأي موقف عربي صارم، في ظل وضع فلسطيني هش، ولذا فإن إسرائيل تريد المضي في حرب التدمير الشامل في غزة والانتقال إلى الضفة الغربية حيث يريد نتنياهو تحويل مخيمات شمال الضفة لأماكن غير صالحة للعيش”.
وأكد أن هناك ترقبًا لموقف القمة العربية التي ستعقد قريبًا في العاصمة المصرية القاهرة بشأن ما يجري في فلسطين.
“الضوء الأخضر”
من جانبها، اعتبرت لوري واتكينز، الباحثة في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية الأميركية أن “ترمب يدعم نتنياهو الذي يريد إعادة توطين الفلسطينيين رغم عدم قانونية هذه الخطوة”.
وأضافت للتلفزيون العربي من واشنطن: “ترمب يوفر الضوء الأخضر لجرف الفلسطينيين، حيث يريد الرئيس الأميركي أن يستثمر في العقارات رغم أنها أمور مجنونة”.
وراحت تقول: “لذلك ينبغي على الدول العربية مقارعة ترمب وأن توحد الموقف الرافض لتهجير الفلسطينيين وأي أنماط للهجرة”.
واستدركت: “ترمب لن يردع نتنياهو بل سيدعمه وسيوفر له السلطة ليقوم بما يحلو له”.
“تحالف اليمين”
بدوره رأى أحمد قاسم حسين، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن “هناك استمرارًا لتحالف اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يسعى ترمب لتطبيق خطة الشرق الأوسط بحيث يبقي دولًا ضعيفة بمحيط إسرائيل”.
وأضاف للتلفزيون العربي من الدوحة أن “إسرائيل تركز في عملياتها العسكرية في لبنان أو سوريا على تدمير أي قدرات مقاومة لها”.
ونوه حسين، إلى أنه طالما أن النفوذ الإيراني بات ضعيفًا في سوريا فإن السؤال المطروح يتمحور حول سبب رفض نتنياهو وجود قوات حكومية سورية في الجنوب السوري.
ولفت حسين إلى أن “إسرائيل تسعى إلى مشروع تهجير جديد في فلسطين، وذلك عبر الاستثمار في الإدارة الأميركية الحالية”.
وختم بالقول إن “التعويل على الموقف الفلسطيني ووحدة الصف الفلسطيني لمواجهة تلك المخططات”.