أقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، الثلاثاء، بفشله في منع هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقال بعد التحقيق، إنه لو تصرف بشكل مختلف، لكان بإمكانه منع “المجزرة”، حسب وصفه.
وقال رئيس الجهاز رونين بار في بيان يلخص نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه أن “التحقيق يكشف أنه لو تصرف الشاباك بشكل مختلف، سواء في السنوات التي سبقت الهجوم أو في ليلة الهجوم، من حيث الجوانب المهنية والإدارية، لكان بالإمكان منع المجزرة… لقد فشلنا”.
ففي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذّت فصائل فلسطينية عملية “طوفان الأقصى” ضد 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع بغية “إنهاء الحصار الجائر على غزة والمستمر منذ 18 عامًا، وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى المبارك.
وقبل أسبوع أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج تحقيقاته المعلنة، وأقرّ بوجود إخفاقات جسيمة في توقع هجوم 7 أكتوبر 2023 والتصدي له، بما شمل نجاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في إخضاع “فرقة غزة” التابعة له لعدة ساعات.
دعوات لنتنياهو للاعتذار عن الفشل
وفي هذا السياق، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد ورئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس، مساء الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاعتذار، بعد صدور نتائج تحقيق الشاباك.
الجيش والشاباك يقران بالفشل في 7 أكتوبر 2023 – غيتي/ أرشيف
وقال لابيد، عبر منصة “إكس”، إن نتنياهو يحاول إلقاء اللوم على الآخرين.
وبينما استقال مسؤولون عسكريون واستخباراتيون، معلنين تحملهم جانبًا من المسؤولية عن فشل 7 أكتوبر 2023، يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية، ويتجاهل دعوات المعارضة إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة.
وتوجه لابيد إلى نتنياهو قائلًا: “ألم يوقظوك حتى عندما حذرتك المواد الاستخباراتية من الكارثة؟”.
وتابع: “إسرائيل مستيقظة منذ 515 يومًا، ولا زال لدينا رهائن (أسرى) في غزة. حان الوقت لتستيقظ وتعتذر وتتحمل المسؤولية. لقد حدث ذلك في ولايتك”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرًا إسرائيليًا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، ويعانون تعذيبًا وتجويعًا وإهمالًا طبيًا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
كما حمَّل رئيس حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس، الثلاثاء، نتنياهو مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر 2023، داعيًا إياه إلى الاعتذار.
وأردف: “بدلًا من تحمل المسؤولية والاعتذار وتشكيل لجنة تحقيق رسمية، يلقي رئيس الوزراء الوحل على الشاباك.. لا توجد قيادة ولا مسؤولية ولا حدود للسخرية”.
سيناريو غير متوقع
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، قد ذكرت أن التحقيقات خلصت إلى أن الجيش لم يكن مستعدًا لهذا الهجوم، حيث فوجئ بعدد المقاتلين الفلسطينيين الذين تمكنوا من اختراق المستوطنات والقواعد العسكرية المحاذية لغزة.
كما أظهرت التحقيقات أن الجيش فوجئ بسرعة المقاتلين الفلسطينيين وتخطيطهم الجيد للهجوم، الذي تجاوز توقعاته بالكامل.
وقال دورون قادوش، المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي أقر في نتائج تحقيقاته بأنه لم يأخذ في اعتباره سيناريو هجوم مفاجئ واسع النطاق على غرار ما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، كشفت نتائج التحقيق عن اعتماد الجيش على مفاهيم خاطئة انهارت بالكامل، أبرزها أن “غزة تمثل تهديدًا ثانويًا ولا تتطلب اهتمامًا عسكريًا كبيرًا، وأن حماس مردوعة وتسعى للحفاظ على التهدئة والمكاسب المدنية”.
وأضافت الإذاعة أن “الجيش كان يرى إمكانية إدارة الصراع مع حماس، بل والتوصل إلى تسوية معها، وهو ما ثبت فشله خلال الأحداث”.