دعا وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي الأحد، إلى البدء الفوري في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال عبد العاطي في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا سُويتشا: “نسعى للاستفادة من الدور الأوروبي للضغط على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله كافة”. بحسب ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية.
وشدد وزير الخارجية المصري على أهمية أن تكون هناك “عملية سياسية تقود إلى إقامة دولة فلسطينية من أجل أمن واستقرار المنطقة”.
وكشف أن “خطة إعادة إعمار غزة جاهزة، وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب لإقرارها في القمة العربية المقررة الثلاثاء بالقاهرة”.
بدورها، أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، أن “مصر شريك أساسي للاتحاد الأوروبي ولها دور أساسي ولا غنى عنه في أمن واستقرار المنطقة”.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قررت الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
نتنياهو: نرفض بدء المرحلة الثانية
واليوم، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضه بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مقرًا بالوقت ذاته، باستخدام تجويع أكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع للضغط على الحركة.
وقال نتنياهو، في كلمة له خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته: “أجريت مساء أمس السبت جلسة أمنية بمشاركة وزير الأمن (يسرائيل كاتس) ورؤساء الكتل البرلمانية (للأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي) وكبار المسؤولين الأمنيين وفريق التفاوض”.
وأضاف: “في نهاية النقاش قررنا الخطوات التالية: تتبنى إسرائيل المخطط الذي اقترحه مبعوث الرئيس ترامب ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار المؤقت خلال فترة رمضان وعيد الفصح. نحن ننسق بشكل كامل مع الرئيس (دونالد) ترامب ورجاله”.
ووفق نتنياهو، فإن ويتكوف اقترح خطته لتمديد وقف إطلاق النار “بعد أن وجد أنه في هذه المرحلة لم يكن هناك أي احتمال للتقريب بين موقفي إسرائيل وحماس، فيما يتصل بالمرحلة الثانية، وأن الأمر يتطلب وقتًا إضافيًا حتى تتمكن المحادثات من التوصل إلى اتفاق محتمل. بل إنه وصف مقترحه بأنه بمثابة ممر للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية. إسرائيل مستعدة لذلك”.
وأقر نتنياهو في كلمته باستخدام تجويع أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة للضغط على حماس، قائلا: “أريد أن أوضح أمرًا آخر: لن تكون هناك وجبات مجانية. وإذا كانت حماس تعتقد أنه سيكون من الممكن مواصلة وقف إطلاق النار، أو التمتع بشروط المرحلة الأولى، من دون أن نحصل على المختطفين، فإنها مخطئة بشكل خطير”، وذلك في تعليقه على قرار حكومته وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
“ورقة ابتزاز”
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، من مخاطر إيقاف إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، قائلة: “ننظر بخطورة بالغة لقرار الحكومة الإسرائيلية، منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
ترفض الخارجية الفلسطينية قرار الاحتلال الإسرائيلي و”تسييس المساعدات واستخدامها كورقة ابتزاز – غيتي
ونبهت الوزارة إلى “مخاطر هذا القرار ونتائجه الكارثية في ظل المعاناة المستفحلة في القطاع، خاصة في شهر رمضان المبارك”، مطالبة بضغط دولي “لإجبار” تل أبيب على إدخال المساعدات إلى القطاع “بشكل مستدام”.
وأكدت “رفضها تسييس المساعدات واستخدامها كورقة ابتزاز، من شأنها أن تُعمق من معاناة أكثر من 2 مليون فلسطيني فوق معاناتهم العميقة أصلًا، بسبب حرب الإبادة والتهجير”.
وعقب إيقاف المساعدات، قالت حركة حماس إن القرار يعد “ابتزازًا رخيصًا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق”.
ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى “التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة”.