بحضور الآلاف من الفلسطينيين في مدينة خانيونس، سلمت كتائب القسام وسرايا القدس، اليوم الخميس، المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى الصليب الأحمر من أمام منزل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهيد يحيى السنوار، إضافة إلى خمسة محتجزين من الجنسية التايلندية.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي من خانيونس، حيث جرت عملية التسليم، بأنّ أربيل يهود، التي تسبب اسمها بأزمة وتأخير في عملية عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، قد تم تسليمها إلى الصليب الأحمر الدولي.
“رمزية كبيرة”
وأوضح المراسل أحمد البطة أن عناصر من كتائب القسام، إلى جانب سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب المجاهدين، كانوا حاضرين في المدينة بشكل كبير.
وأشار إلى الرمزية الكبيرة التي حملها مكان تسليم الأسرى الإسرائيليين، حيث منزل الشهيد يحيى السنوار الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة. كما أن المنطقة شهدت معارك عنيفة بين المقاومة والاحتلال أثناء العدوان.
وظهر العشرات من مقاتلي النخبة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي الخميس مدججين بالأسلحة في خانيونس جنوب قطاع غزة، في مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين ضمن الدفعة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار.
وبعد المزاعم الإسرائيلية بتفكيكها، انتشر عناصر القسام والسرايا الذين كان يضعون عصبة تحمل اسم “وحدات النخبة” في ساحة تسليم الأسرى بخانيونس، وسط حشود فلسطينية.
ظهور العشرات من مقاتلي النخبة في القسام وسرايا القدس
ورصدت كاميرا التلفزيون العربي المشهد، وسط استعدادات لإتمام عملية التسليم إلى الصليب الأحمر.
وكان عناصر سرايا القدس وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس انتشروا في منطقة تسليم الأسرى بخانيونس، وهي من أمام منزل رئيس حركة حماس السابق الشهيد يحيى السنوار.
وكان الاحتلال حسب مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة، ادعى تفكيك وحدات النخبة للفصائل المختلفة في مدينة خانيونس شمال غزة.
وأفاد المراسل بأن الاحتلال دمر في محيط منطقة المحطة بخانيونس المنازل وأحرقها، كما دمر منازل قادة حركة حماس، مشيرًا إلى أن معارك كبيرة دارت في هذه المنطقة.
نخبة القسام وسرايا القدس في خانيونس
وبعد اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ببضعة أيام، أعلن جيش الاحتلال أن قواته تمكنت من تصفية قائد وحدة النخبة التابعة لكتائب القسام والذي كان مسؤولًا عن الهجوم على مستوطنة نيريم ونير-عوز ضمن عملية “طوفان الأقصى”.
وقال الجيش في بيان حينها: “تمكنت طائرات حربية بتوجيه استخباري لجهاز الشاباك من تصفية المدعو بلال القدرة قائد وحدة النخبة التابعة للقسام في كتيبة جنوب خانيونس والذي كان مسؤولًا عن الهجوم الإرهابي في نيريم ونير-عوز”.
وأضاف: “كما تم تصفية عدد آخر من النشطاء في حماس والجهاد الإسلامي”، حسب زعمه.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه قتل في غارة جوية على قطاع غزة مساعد قائد لواء خانيونس في حركة الجهاد الإسلامي رأفت إبراهيم محمود قديح.
وقال الجيش، في بيان إن “قديح كان من عناصر النخبة”، الذين داهموا مستوطنة “نير عوز” بمحاذاة قطاع غزة خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.
حماس تستهزئ برموز ألوية الجيش الإسرائيلي
وفي وقت سابق الخميس، استهزأت حركة حماس برموز ألوية الجيش الإسرائيلي التي شاركت في الحرب على غزة عبر رسوم تم وضعها على منصة تسليم الأسيرة المجندة أغام بيرغر في جباليا بشمال القطاع.
وشملت الرسومات ألوية: غفعاتي وناحال وكفير و401.
وظهر شعار لواء غفعاتي، وهو لواء النخبة في قوة المشاة الإسرائيلية، وقد تم تغييره من ثعلب إلى ثعلب مطعون بخنجر ومن فوقه باللغة العبرية “جباليا قبر غفعاتي”.
شملت الرسومات ألوية جفعاتي وناحال وكفير و401 – المركز الفلسطيني للإعلام
أما لواء كفير، وهو لواء مشاة، وشعاره خنجر فقد تم رسمه على شكل خنجر في جمجمة جندي.
وتم أيضًا إظهار شعار لواء ناحال، وهو لواء نخبة بالجيش الإسرائيلي، على شكل منجل يحصد جنودًا، علمًا بأن الشعار الأصلي هو لسنابل بعدة ألوان.
وأدخل مصممو حماس تغييرًا كبيرًا في شعار اللواء 401 المدرع ليبدو وكأنه خوذة فيها جمجمة.
والوحدات العسكرية الأربع نفذت عمليات واسعة في شمال قطاع غزة، ما تسبب بدمار كبير وقتل وجرح عشرات آلاف الفلسطينيين.
وتتعمد حركة “حماس” في عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين أن توجه رسائل إلى الشارع الإسرائيلي الذين يتابعون عمليات التسليم عبر شبكات التلفزة. وتستخدم حماس اللغة العبرية من أجل إيصال الرسالة مباشرة إلى الإسرائيليين.
القسام تسلم المجندة آغام بيرغر
وفي وقت سابق الخميس، سلمت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر للجنة الدولية للصليب الأحمر عقب إخراجها من مبنى مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في مخيم جباليا.
وخلال عملية التسليم، عرضت القسام بندقية اغتنمتها خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك على منصة تسليم المجندة.
وفي مايو/ أيار 2024، عرضت كتائب القسام أسلحة في مقطع مصور، قائلة إنها من غنائم مقاتليها خلال أسر جنود إسرائيليين في عملية بمخيم جباليا.
وتضمنت كلمة أبو عبيدة في ذلك الوقت مشاهد مصورة تُظهر سحب جثة أحد قتلى الجيش الإسرائيلي الذين تم احتجازهم خلال العملية داخل نفق، بالإضافة إلى خوذتين وملابس عسكرية وأسلحة.
وكانت كتائب القسام أعلنت مساء الأربعاء، أنها ستفرج اليوم عن 3 أسرى، مقابل 110 أسرى فلسطينيين.
وجاء ذلك ضمن الدفعة الثالثة من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.