فرضت نتائج الحرب العالمية الأولى والثانية على حكومات أوروبا الشرقية والغربية ترتيب شؤونها تجنبًا للعودة إلى الماضي، واختارت تلك الدول مسارًا أولوياته تعزيز الرفاه، والتعاون والمسالمة والنهوض بتلك الدول.
لكن هذا الواقع تغير إلى أن جاء تاريخ الرابع والعشرين من فبراير/ شباط 2022، الذي أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ودعا جيشها لإلقاء السلاح والسيطرة على الحكم.
ما علاقة التهديد الروسي؟
جاءت تلك الحرب الأوكرانية الروسية المستمرة منذ ثلاث سنوات، لتستنزف أطرافها، وأعضاء الاتحاد الأوروبي وتلقي بمخاطرها عليهم.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بداية الشهر الجاري في خطاب متلفز: إن “التهديد الروسي بات يؤثر على الدول الأوروبية جميعًا”، ويستدعي برأيه النقاش الاستراتيجي حول حماية حلفائه في القارة الأوروبية، ودور المظلة النووية الفرنسية في ذلك.
وأشارت صحيفة “تلغراف” بعد مضي أسابيع من ذلك الخطاب، إلى عمل فرنسا على كتيبات إرشادية للبقاء على قيد الحياة، في حال غزو أو أي تهديد للبلاد.
ويحتوي الكتيب الفرنسي على نصائح عن كيفية حماية المواطنين لأنفسهم، وكيفية المشاركة في الدفاع عن المجتمع، بما في ذلك الانضمام إلى وحدات الاحتياط أو فرق مكافحة الحرائق.
وتضمنت تفاصيل الكتيب على تجهيز مجموعة، أدوات نجاة تتكون من ستة لترات على الأقل من الماء، وعشرات علب الطعام، وبطاريات، ومصباح يدوي، بالإضافة إلى لوازم طبية أساسية، بما في ذلك الباراسيتامول، والكمادات، ومحلول ملح.
ونفت الحكومة الفرنسية أن يكون الكتيب المكون من ثلاثة أجزاء قد صدر نتيجة حرب روسيا في أوكرانيا، على الرغم من تصرفات الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة.
ولفت المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الفرنسي، إلى أن الغرض من هذه الوثيقة، هو ضمان قدرة السكان على الصمود في مواجهة جميع أنواع الأزمات، سواء كانت طبيعية أو تكنولوجية أو إلكترونية أو أمنية.
وأفادت تقارير بأن قرار إعداد الكتيب الفرنسي اتخذ عام 2022، في أعقاب جائحة كوفيد19، ضمن استراتيجية وطنية للصمود.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية، أنه في حال، وافق رئيس الوزراء فرنسوا بايرو، على هذه الكتيبات، فسيتم إرسالها إلى المنازل قبل الصيف.
“طريق مظلم.. يجب تسليح الشعب”
ولكن، كيف تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع أخبار هذه الكتيبات؟ فعلى منصة إكس يرى المحلل آدم “أن أوروبا تسير في طريق مظلم”. وعلى المنصة ذاتها كتب المدون باكون “إذا كانوا حقًا يتوقعون غزوًا، فيجب عليهم تسليح شعبهم”.
تتضمن تفاصيل الكتيب تجهيز مجموعة أدوات نجاة للبقاء على قيد الحياة وقت الأزمات – غيتي
في حين قالت تانيا غولدبرغ على حسابها بمنصة إكس “أعتقد أنهم جميعًا متفقون وغير مهتمين بالسلام. لقد أصبحت الحرب العالمية الثالثة احتمالًا حقيقيًا، لذا فهم يحاولون تهيئة الناس (الذين أصبحوا ضعفاء إلى حد ما). هذا هو تخميني”.
وليست هذه المرة الأولى التي توزع فيها دولة أوروبية كتيبات نجاة. ففي أواخر العام الماضي، أرسلت السويد خمسة ملايين منشور إلى سكانها، تحثهم على الاستعداد لأي نزاع مسلح محتمل.
وحملت المنشورات عنوان “في حال نشوب أزمة أو حرب”، وهي تشرح كيفية الاستعداد للحرب والكوارث الطبيعية والهجمات الإلكترونية أو الإرهابية.