يواجه النازحون في مخيّمات الشمال السوري ظروفًا صعبة للغاية، فاقمها دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار الغزيرة، والفيضانات التي أدّت إلى تدمير كثير من خيام نازحين لم يتمكنوا من العودة إلى مدنهم المدمرة، بعد أسابيع من سقوط نظام بشار الأسد.
فما تزال مخيمات نزوح على مرمى النظر في أطراف إدلب وريفها وأخرى شمالي حلب في الشمال السوري، شاهدة على معاناة إنسانية لم تنتهِ بسقوط النظام.
الخيام تحاصرها أمطار وظروف مناخية صعبة تسبّبت بتجريف أكثر من مئتَي خيمة في أربعة مخيمات، ما زاد من معاناة أكثر من 730 ألف نازح بحسب الأمم المتحدة.
وهذا العام كان قاسيًا على قاطني هذه المخيمات، حيث أُتلفت خلاله أكثر من ثمانية آلاف خيمة، بما في ذلك ألفَي خيمة دُمرت بالكامل في 260 مخيمًا منتشرًا بالشمال السوري، بحسب الأمم المتحدة.
نقص البطانيات ووقود التدفئة
وفي هذه المخيمات التي يواجه قاطنوها نقصًا في وقود التدفئة بسبب ندرتها وارتفاع الأسعار، معاناة أخرى تضاف على أعبائهم اليومية، تتمثل في نقص البطانيات والثياب والأدوية.
ومخيمات النزوح السورية تصل إلى 1873 مخيمًا ومركز إيواء، ويسكنها – بحسب أرقام الأمم المتحدة ومنظمات محلية – نحو مليون و900 ألف نازح.
وأمام عودة هؤلاء عقبات كثيرة؛ منها مدنهم المدمرة ووجود بقايا ألغام ومتفجرات تهدد عودتهم.
ومع ذلك، عاد منهم ما يقرب من 43 ألف نسمة أي ما يعادل 2% من قاطني المخيمات، وفق ما أورده فريق منسقي استجابة سوريا.
وفي بلد أنهكته السياسة والحرب، يأمل النازحون بطي صفحة من المعاناة امتدت لسنوات أفقدتهم منازلهم، وتركتهم في مهبّ مخيمات لا تصلح للاستمرار البشري.