كشفت مصادر مطلعة في الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترمب أرجأ اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، نتيجة مخاوف متزايدة من أن يؤدي أي تدخل عسكري واسع النطاق إلى تكرار ما حدث في ليبيا بعد عام 2011، حين أطاحت حملة «الناتو» بنظام معمر القذافي وأغرقت البلاد في فوضى مستمرة.

بعض مؤيدي حقبة القذافي في استعراض بمدينة الزنتان (متداولة)

وقال مسؤولون تحدثوا إلى صحيفة «نيويورك بوست» إن ترمب عبّر خلال نقاشاته الداخلية عن قلقه العميق من تحوّل إيران إلى ليبيا جديدة إذا ما أفضت الضربات إلى زعزعة نظام المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأضاف أحدهم: «الرئيس لا يريد أن يرى إيران تغرق في الفوضى كما حدث في ليبيا».

وأكّدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي لا يزال يدرس خياراته بعناية بالغة، مشيرة إلى وجود احتمال ملموس لاستئناف المحادثات الدبلوماسية مع طهران، وهو ما يجعل اتخاذ قرار عسكري كبير سابقاً لأوانه.

«ليبيا أكبر منكم» شعار تصدر احتجاجات طرابلس (أ.ف.ب)

ومن المنتظر أن يجتمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظرائه الأوروبيين في جنيف، وسط أنباء عن اتصالات غير مباشرة يواصلها المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، مع مسؤولين إيرانيين.

وأكد مصدر مطّلع داخل الإدارة الأميركية أن الرئيس طرح هذا التخوف مراراً حتى قبل انطلاق الغارات الإسرائيلية، وكرره في الاجتماعات المغلقة بعد بدء العمليات. كما أشار إلى أن ترمب استحضر أيضاً تجربتي العراق وأفغانستان، في تحذيراته من الانزلاق نحو التورّط العسكري الطويل.

مركبات عسكرية أثناء إحدى جولات المواجهات في ليبيا (رويترز)

وعلى الرغم من التردد المعلن، لم يستبعد مسؤولون مقربون من ترمب تنفيذ ضربات «محدودة ودقيقة» على منشآت نووية مثل «نطنز» و«فوردو»، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، وهي ذخائر غير متوفرة لدى سلاح الجو الإسرائيلي.

وقال مصدر قريب من البيت الأبيض إن الرئيس «لا يهدف إلى إسقاط النظام»، بل إلى توجيه «رسالة قوية» وتدمير البنية التحتية النووية، مشيراً إلى أن «القلق الأكبر هو أن يأتي من هو أسوأ من خامنئي».

وقال مصدر في البيت الأبيض: «إن ترمب يفضّل التوصل إلى اتفاق»، مضيفاً أن ليبيا تمثل بالنسبة له نموذجاً للتدخلات العسكرية التي تقوّض المسارات السياسية وتُعقّد العلاقات مع قوى أخرى مثل كوريا الشمالية.

واختتمت المتحدثة باسم البيت الأبيض تصريحاتها بالتأكيد على أن «أولوية الرئيس القصوى هي منع إيران من امتلاك سلاح نووي»، موضحة أن القرار النهائي بشأن المشاركة في الضربات قد يُتخذ «خلال الأسبوعين المقبلين»، بناءً على تطورات الاتصالات والوساطات الجارية.

شاركها.
Exit mobile version