قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن الحديث عن انتقال السلطة في سوريا “أمر مثير للسخرية”، مضيفًا أن الحكومة الجديدة ليست سوى “جماعةٍ إرهابية من إدلب استولت على دمشق بالقوة”، حسب تعبيره.
وعبّر ساعر، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل؛ عن سعادته برحيل بشار الأسد، لكنه زعمَ أن الحكومة الجديدة تنتقم من العلويين والأكراد.
وأضاف أن إسرائيل لن تُساوم على أمنها الحدودي، وأن حركتيْ حماس والجهاد الإسلامي تَعملان في سوريا لفتح جبهةٍ إضافية ضدها، وفق زعمه.
وجاءت تصريحات ساعر خلال لقائه وزراء خارجية من الاتحاد الأوروبي ضمن زيارته الدبلوماسية إلى بروكسل، على هامش اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، بحسب بيان صادر عن مكتبه أمس الإثنين.
ولليوم الثاني على التوالي تظاهر مئاتُ السوريين في ساحة الكرامة وسَط مدينة السويداء، تنديدًا بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الجنوب السوري.
محاولة لمنع رفع العقوبات
وفي هذا السياق، قال مراسل التلفزيون العربي في القدس، أحمد جرادات، إن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تُقرأ على أنها محاولة إسرائيلية لمنع رفع أي عقوبات غربية على سوريا بعد سقوط نظام الأسد، على الرغم من دعوات مؤسسات دولية وجهات حقوقية عديدة لإزالة هذه العقوبات.
وأشار جرادات إلى أن أهمية تصريحات ساعر تنبع من كونه أدلى بها لوزراء خارجية الدول الأوروبية في بروكسل في مساع إسرائيلية واضحة للتأثير على قرارات هذه الدول، ومنع الانفتاح نحو القيادة السورية الجديدة، وإزالة العقوبات المفروضة على سوريا.
وأضاف أن إسرائيل تحاول الضغط على الدول الأوروبية من خلال طرح وجهة نظر مغايرة، إذ تدعي بأن التصريحات التي تصدر عن القيادة الجديدة في دمشق والرئيس السوري أحمد الشرع لا تعبر عن الواقع أو ما تفكر فيه هذه القيادة.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي، يحاول ساعر زرع الشكوك لدى الوزراء الأوروبيون بشأن إمكانية حدوث انتقال سلمي للسلطة مستقبلًا في سوريا، كما أن تصريحات القيادة الحالية “تشبه التصريحات التي كانت تصدر عن القيادات التي حكمت إيران عقب الثورة الإيرانية عام 1979، غير أنها تغيرت منذ ذلك الحين حتى اليوم” بحسب ساعر.
وأمس الإثنين، علّق الاتحاد الأوروبي حزمة من العقوبات المفروضة على سوريا، من بينها ما يرتبط بالطاقة والنقل والإنشاءات.
“نوايا تركية بالتموضع داخل سوريا”
وبخصوص حديث ساعر عن ما أسماه بـقضية “الأقليات”، علّق جرادات بأنّ إسرائيل تعتقد أن هذه القضية قد تكون مدخلًا لها لبسط نفوذها في سوريا، لا سيما بعد أن تجاوز جيشها خط فصل القوات المنصوص عليه في اتفاق وُقِّع بإشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عام 1974 بين إسرائيل وسوريا.
ولفت مراسل التلفزيون العربي إلى أن خطوات التقدم الإسرائيلي داخل سوريا ما هي إلا محاولة للتموضع داخلها، وسط ادعاءات إسرائيلية بأن تركيا تحاول التموضع في سوريا لتعويض التموضع الإيراني السابق، خصوصًا في ظل العلاقات القوية بين الإدارة السورية الجديدة وتركيا، على حد قوله.
وكانت القوات الإسرائيلية قد تجاوزت المنطقة العازلة، واحتلت مناطق إضافية في المناطق الواقعة في الجنوب السوري.
وعقب سقوط نظام الأسد بسطت إسرائيل سيطرتها على كامل منطقة جبل الشيخ، وشيدت قواعد عسكرية فيها، ما يعكس الأطماع الإسرائيلية الواضحة في سوريا، والتي كشفت عنها من خلال تأكيدها بقاء قواتها في منطقة جبل الشيخ لأجل غير مسمى.
وتحتل القوات الإسرائيلية أكثر من 500 كيلومتر مربع من الأراضي السورية، وتحذر الجيش السوري من الاقتراب من المناطق الواقعة في الجنوب، أو حتى جنوب العاصمة دمشق.