قال مصدر مسؤول في محافظة عكار شمالي لبنان للتلفزيون العربي، إن ما يقارب ثلاثمئة سوري دخلوا اليوم الإثنين الأراضي اللبنانية عبر النهر الكبير.
وأوضح المصدر أن منظمات إنسانية عدة، بدأت بتوزيع المساعدات للنازحين، في حين بدأت الجهات المعنية بالمحافظة إجراء مسح بهدف حصر أعداد النازحين من سوريا، وسط تقديرات أولية عن مرور أكثر من ألف ومئة عائلة.
واندلعت اشتباكات منذ الخميس الماضي بين مناصرين لنظام بشار الأسد السابق وقوات الأمن السورية في محافظتي اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري.
وبدأت الاشتباكات بهجوم نفذه من يوصفون بفلول النظام السابق على دوريات أمنية، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات واسعة النطاق أسفرت عن مئات القتلى.
مقتل 779 في أحداث الساحل
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 779 شخصًا في مناطق الساحل منذ 6 مارس/ آذار الحالي، وأوضحت الشبكة أنّ عناصر النظام السوري السابق قتلوا ما لا يقلّ عن 383 شخصًا، منهم 211 مدنيًا و172 من قوات الأمن العام والفصائل العسكرية.
وأشارت إلى أنّ القوات المسلحة التي ضمّت فصائل عسكرية ومسلّحين سوريين وأجانب، قتلت ما لا يقلّ عن 396 شخصًا خلال أحداث الساحل السوري.
وأوضحت الشبكة أنّ الفصائل التي انضمّت إلى إدارة الأمن العام قتلت غالبية الضحايا المدنيين والعناصر المنزوعة السلاح من فلول الأسد.
وقال رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني في حديث إلى “التلفزيون العربي”، إنّ الشبكة طالبت منذ الأيام الأولى للأحداث بتشكيل لجنة تقصّي حقائق من أجل كشف الملابسات، وأوضح عبد الغني أنّ الوقائع والتحديثات التي تصل يوميًا تكشف عن مستجدات ومتغيّرات غاية في التعقيد على الأرض.
واعتبر أنّ هناك فرقًا بين التحقيق الذي تصدره منظمة حقوقية والتحقيق الذي تجريه الدولة.
ورأى أنّ قرار الحكومة السورية تشكيل لجنة تقصّي حقائق لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، خطوة في الاتجاه الصحيح، وتحصل للمرة الأولى في تاريخ البلاد حيث لم يُحاسب النظام السوري السابق عنصر أمن واحد.
واليوم الإثنين، أعلنت وزارة الدفاع السورية انتهاء “العملية العسكرية” في منطقة الساحل، مضيفة أنّ السلطات ستُتيح للجنة التحقيق الفرصة الكاملة لكشف ملابسات الأحداث والتأكد من الحقائق وإنصاف المظلومين.
وأمر الرئيس السوري أحمد الشرع أمس (الأحد)، بتشكيل لجنتين لحفظ السلم والتحقيق في الأحداث التي شهدتها منطقة الساحل خلال الأيام الأخيرة.