طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، السبت، الحكومة بإبرام صفقة تبادل بشكل فوري، بعد أن نشرت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعًا مصورًا يُظهر إحدى الأسيرات على قيد الحياة.
وفي وقت سابق اليوم، بثت “كتائب القسام” تسجيلًا مصورًا للأسيرة ليري ألباج، التي عبرت عن استيائها من تجاهل حكومتها وجيشها لها ولغيرها من الأسرى الإسرائيليين بغزة، متسائلة باستنكار: “هل تريدون قتلنا؟”.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد أمام مقر وزارة الأمن بتل أبيب عقب بث هذا التسجيل المصور، قالت عائلات الأسرى في بيان: “تلقينا دليلًا على حياة أسيرة تصمد في الجحيم، وهذا يشكل دافعًا لإبرام صفقة فورية”.وحذّروا من أن “أي صفقة جزئية تعني حكمًا بالموت على عدد كبير من الأسرى”.
ووجّه ذوو الأسرى انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب عرقلته إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية. وقالوا إن “نتنياهو نسي معنى أن تكون يهوديًا. المختطفون يعيشون كارثة إنسانية، بينما هو يضع اعتبارات سياسية ويرفض إنهاء الحرب”.
وأشار مراسل التلفزيون العربي في تل أبيب أحمد دراوشة إلى أن عائلات الأسرى طالبت الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن لا يقبل بأي صفقة جزئية ودعت الرأي العام في إسرائيل للضغط على نتنياهو للوصول إلى اتفاق يعيد الأسرى.
إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات
والجمعة، عاد الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس بوساطة قطرية ومصرية.
بدوره، أكد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس السبت استئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس في قطر .
وقال بيان صادر عن مكتب كاتس إنه أبلغ والدي الأسيرة ليري إلباغ “بالجهود المستمرة لإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك الوفد الإسرائيلي الذي غادر أمس (الجمعة) لإجراء محادثات في قطر”.
ولفت إلى أن نتنياهو أعطى “توجيهات دقيقة لاستمرار المفاوضات”.
وتحدث نتنياهو أيضًا مع والدي إلباغ (19 عامًا) التي احتجزت أثناء أدائها الخدمة العسكرية في قاعدة ناحال عوز في جنوب إسرائيل.
وأورد مكتبه في بيان أن “رئيس الوزراء وعد (العائلة) بأن إسرائيل تواصل العمل بلا كلل من أجل عودة ليري وجميع الأسرى (..)الجهود مستمرة، بما في ذلك في هذا الوقت”.
وتطالب عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة نتنياهو بمنح الوفد الإسرائيلي تفويضًا كاملًا للتوصل إلى صفقة تبادل.
مفاوضات “جدية تعرقلها إسرائيل”
وكانت حماس قد اتهمت إسرائيل في 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بـ”وضع قضايا وشروط جديدة تتعلق بالانسحاب (من غزة) ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، من أجل التوصل لاتفاق كان متاحًا”.
وأكدت الحركة عبر بيان حينها، أن ذلك يحدث رغم أن المفاوضات كانت “تسير في الدوحة بشكل جدي”، ورغم إبدائها “المسؤولية والمرونة” لإنجاحها. لكن مكتب نتنياهو ادعى في المقابل عبر بيان، أن الحركة الفلسطينية هي من تضع “عقبات جديدة” أمام التوصل إلى صفقة.
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع”.
وتصرّ حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بمغادرة الحكومة وإسقاطها إذا قبلت إنهاء الإبادة بغزة.