يكافح النازحون البالغ عددهم مليوني شخص في خيام قطاع غزة لحماية أنفسهم من الرياح والبرد والأمطار، ويشكل البرد مأساة تتسلل إلى الخيام من كل مكان، وسط نقص في البطانيات والملابس الدافئة.
وكان آخر ضحايا البرد في القطاع، الطفلة الرضيعة عائشة القصاص، البالغة من العمر 20 يومًا فقط، حيث استشهدت بسبب البرد القارس الذي اجتاح خيمتها في منطقة مواصي خانيونس جنوبي القطاع.
“ظروف حياة صعبة”
وفي وقت سابق، كان مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، قد قال إن “الشتاء في غزة يعني موت مزيد من الفلسطينيين بردًا في خيام هشة، أمام الرياح والأمطار”.
هذا في حين قالت لويز ووتردج المتحدثة باسم وكالة الأونروا، إن الوكالة كانت تخطط طيلة العام لفصل الشتاء في غزة، لكن المساعدات التي تمكنت من إدخالها إلى القطاع ليست قريبة حتى من أن تكون كافية للناس، في إشارة ضمنية إلى أن ما يتوفر منها لا يمكن النازحين من مواجهة الظروف الجوية الصعبة.
وأمام هذه الأوضاع، تحذر الأمم المتحدة من أن النازحين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة غير مستقرة، قد لا يتمكنون من الصمود في فصل الشتاء.
وأضافت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 945 ألف شخص بحاجة إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في القطاع.
القتل ليس بالصواريخ فقط
كما تخشى الأمم المتحدة من تفشي الأمراض المعدية في ظل تصاعد معدلات سوء التغذية، خاصة أن نسبة الإصابة بهذه الأمراض قد ارتفعت في الشتاء الماضي.
وفي هذا الإطار، قال الصحافي باسل خلف إن عددًا كبيرًا من الأطفال في قطاع غزة يعانون حاليًا وإن الناس في غزة لا يقتلون بالصواريخ فقط بل هناك شهداء بسبب الأمراض ونقص الأدوية والتطعيمات إضافة إلى البرد الشديد مثال الطفلة عائشة القصاص.
وشرح الصحافي في التلفزيون العربي من الدوحة كيف غرقت العديد من الخيام على شاطئ غزة بعد أن ارتفعت أمواج البحر.
وأوضح أنه لا توجد حتى خيام بالمعنى الصحيح وهي عبارة عن مجرد أقمشة لا تقدر على توفير الحماية الكافية.