اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، المسجد الأقصى في القدس الشرقية وسط حراسة مشددة من الشرطة ودون إعلان مسبق، وذلك في أول أيام ما يسمى عيد الأنوار “الحانوكاة” العبري.
وقام بن غفير، وهو زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف بجولة استفزازية في باحات المسجد.
ونشرت قوات الاحتلال وحدة خاصة في باحات الأقصى لتأمين الاقتحام، ومنعت المصلين من الدخول تزامنًا مع اقتحام بن غفير.
كما شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط البلدة القديمة من القدس، وعند أبواب المسجد الأقصى، وأعاقت دخول الفلسطينيين لساحات الحرم.
وهذه هي المرة الرابعة التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى منذ تسلمه مهامه وزيرًا، في إطار استفزازات لطالما أقدم عليها المسؤولون الإسرائيليون.
نتنياهو: لا تغيير في الوضع القائم
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب بن غفير أنه “صعد إلى الحرم القدسي وصلى من أجل سلامة الجنود وعودة المختطفين والنصر الكامل في الحرب”، وفق تعبيرها.
بدوره، زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان نقلته إذاعة الجيش، أن “لا تغيير على الوضع القائم” في المسجد الأقصى.
وقد دعت جماعات “الهيكل” المتطرفة لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال عيد “الحانوكاة” اليهودي في 25 من الشهر الجاري.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.
ويستغل الاحتلال الأعياد اليهودية لممارسة مزيد من الاعتداءات، بالتزامن مع انتهاكات كبيرة تمارسها قوات الاحتلال من فرض الحصار، وتشديد الإجراءات العسكرية على الحواجز، وإعاقة وصول الفلسطينيين إلى الأماكن المقدسة.
والوضع القائم هو الوضع الذي ساد قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هي المسؤولة الحصرية عن إدارة شؤون المسجد والصلاة في المسجد هي للمسلمين وحدهم.
لكن منذ العام 2003 سمحت الشرطة الإسرائيلية أحاديًا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب منذ ذلك الحين بوقف الاقتحامات باعتبارها انتهاكًا للوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى.