صادق مجلس الشيوخ الأميركي في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي بأغلبية ضئيلة على تعيين بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع في إدارة الرئيس دونالد ترمب الجديدة.
وعارض أغلب الديمقراطيين وعدد كبير أيضًا من الجمهوريين تعيين هيغسيث لأنه شخص يفتقر إلى الخبرة الكافية لإدارة منصب حساس وفقًا لتوصيفاتهم.
المرافقون لهيسغيث أيام شغله رتبة ميجور في الجيش الأميركي، وصفوه بأنه شخص غريب في تصرفاته، وكثيرًا ما يعتمد على الوشوم التي تحمل دلالات دينية واجتماعية لإيصال رسائل سياسية ما يثير غضب كثيرين في الولايات المتحدة وخارجها.
وقبل يومين زار هيغسيث قاعدة بيرل هاربر هيكام الجوية والبحرية ونشر صورًا له وهو يشارك الجنود تدريباتهم في اللياقة البدينة، لكن اللافت في الأمر ظهور المسؤول الأميركي بوشم جديد على ذراعه يحمل كلمة “كافر” باللغة العربية.
وأثار هذا الوشم تساؤلات عديدة بشأن دلالاته، ورجح كثيرون أن يكون مجرد نقش عابر أو رمز يرتبط بالحروب الصليبية.
“سيكون حديث الساعة”
بينما نفى آخرون أن يكون تبني هذا المسؤول البارز لهذه الدلالات بالأمر البسيط، بل رجحوا أن يكون انعكاسًا لأيديولوجيا ذات طابع ديني متطرف قد ينتج عداء حضاريًا ضد المسلمين تحت ستار سياسي وعسكري.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن وشوم هيغسيث تعود إلى فترة الثلاثينيات من عمره، ويقال إنه رسمها على جسده رغم مخالفة والده وتنبئه بأن ابنه سيكون حديث الساعة في جميع الفترات الزمنية. كما أوضحت أنه عندما قرر الرئيس ترمب تعيينه وزيرًا للدفاع، كان يحمل أكثر من 12 وشمًا على ذراعيه وصدره وباقي جسده.
وكان أبرز الوشوم التي لوحظت على جسم هيغسيث هي لما يقال إنه صليب القدس ويستخدمه المتعصبون للقومية البيضاء.
ووفقًا لرابطة مكافحة التشهير ومركز القانون الجنوبي، هما منظمتان تدرسان مجموعات الكراهية فإن الجماعات اليمينية المتطرفة استخدمت هذا الرمز لتمثيل أيديولوجية مناهضة للمسلمين.
“عقلية السياسة الخارجية الأميركية”
هذا وقد لقى هذا الموضع تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. فكتب مصطفى حمدي قائلًا: “صورة تحمل أكثر من معنى”.
من جهته، قال صديق العاوي: “عندما أصبح المراهقون يعتلون المناصب السياسية الحساسة، يعني شيئين: إمّا أن الدولة في حالة انهيار أو أنها في حالة انهيار”.
في حين كتب رشيد كشميري وهو خبير في الأمن السيبراني: “لا ينبغي للمسلمين أن ينزعجوا أو يصدموا من وشم “الكافر” الجديد لهيسغيث أو وشم الصليبيين “Deus vult “. إنه يظهر للإسلام والمسلمين فقط السياسة الخارجية الأميركية وعقليتها”.