لا تزال إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة، فلا يكاد يمر يوم إلا وتُنشر صور جديدة لأطفال يموتون أو يقتربون من الموت جوعا، ومعها تشتعل مواقع التواصل تنديدا بهذا الإجرام.
آخر هذه الصور كانت للطفلتين جتى عياد ولمياء حجي، اللتين تدهورت صحتاهما بعدما أصيبتا بفقر الدم التغذوي، وهو مرض يصيب 90% من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد.
ووفقا لحلقة 2025/8/20 من برنامج شبكات، فإن هذا المرض يلحق ضررا كبيرا بالجهاز المناعي للأطفال، ويحتاج 25% من المصابين بهذا المرض إلى نقل دم فورا كي يبقوا أحياء.
وجنى ولمياء من مئات الآلاف من الأطفال الذين يواجهون خطر الموت جوعا في غزة. وقد نشر البرنامج مقطع فيديو يوثق لحظات موجعة لطفلين شقيقين تحولا إلى هيكلين عظميين.
وحالة هذين الطفلين، وهما من عائلة أبو طعيمة، دليل آخر ينسف الدعاية الإسرائيلية التي تنكر المجاعة، حيث يقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- إن تحول أجساد أطفال في غزة إلى هياكل عظمية سببه أمراض جينية وليس التجويع الممنهج.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الأطفال المصابين بفقر الدم التغذوي في قطاع غزة يرتفع بوتيرة متسارعة، وقد سُجلت فعلا حالات وفيات منهم.
وضع لا يعقل
وخلال الساعات الماضية، راج على مواقع التواصل مقطع فيديو لطفل غزي يصرخ من الجوع، وقد تفاعل ناشطون من ضحايا المجاعة مطالبين بوقف الحرب وإدخال المساعدات فورا.
فقد كتب زاهي: “طفل من غزة لم يبق منه سوى هيكل عظمي من شدة الجوع! يا أمة محمد.. أيعقل أن يجوع أطفالنا أمام صمتنا؟! إلى متى نكتفي بالمشاهدة؟!”.
كما كتب طه العبدلي: “إسرائيل كيان إرهابي مجرم، لا يعترف بقانون ولا يحترم ميثاقا، بل يعيش على انتهاك كل القيم الإنسانية، وينفذ جرائمه ضد الشعوب العربية بدم بارد وكأنها هواية يومية”.
أما سامر، فكتب “في غزة لم يعد الجوع وجعا خفيا بل صار كائنا هائلا يمشي على قدمين يطأ قلوب الأمهات ويقتات على بكاء الأطفال ويتجول بين الركام”.
وأخيرا، قال ماضي: “اللي بيقهرني في مأساة أهل غزة إنهم وحيدون في كل ده. أنت في سنتين الحرب عشت حياتك عادي، وواحد في نفس سنك بيحاول ينجو، شاف أشلاء أهله، مش قادر يقوم من الجوع، والأبشع في كل ده إن الحياة مستمرة”.
وأخيرا، نشرت الأمم المتحدة تقريرا أكدت فيه أن الجوع الشديد ينتشر في كل مكان بغزة، وأن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات إلا بكميات أقل بكثير مما هو مطلوب، لتفادي جوع شديد واسع النطاق.
وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان ثمين الخيطان، إن خطر الجوع في غزة “هو نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية في منع المساعدات الإنسانية”.