يواجه العائدون إلى مناطق محافظات شمال قطاع غزة من المحافظات الجنوبية والوسطى تحديات عديدة وسط غياب مقومات الحياة، جراء الدمار الهائل الذي تسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على القطاع.
فقد تسبب عدوان إسرائيل على القطاع في شح بالمياه وانقطاع الكهرباء، وسط استهداف الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية.
غياب الكهرباء والمياه والغذاء
وطالبت بلدية غزة بتوفير مولدات الكهرباء لتشغيل الآبار، ومعدّات لصيانة شبكات المياه والصرف الصحي. أما شركة كهرباء غزة، فكانت قد طالبت بتوفير المعدّات والأدوات والوقود للعمل على إمداد التيار الكهربائي لمناطق القطاع كافة.
كذلك دمّر الاحتلال شوارع شمال القطاع، وهو ما اعتبرت بلدية غزة أنه تسبب في كارثة حقيقية. وتؤكد البلدية أنّ معظم الطرق يصعب فتحها بسبب تراكم كميّات كبيرة من الركام وعدم توفر الآليات الخاصة لفتحها.
كما يؤثر نقص المخابز أيضًا على النازحين العائدين إلى مناطقهم، ويتسبب بأزمات صحية بسبب سوء التغذية، ما دفع برنامج الأغذية العالمي إلى الدعوة إلى تأهيل المخابز لتوفير الخبز بأسعار معقولة.
ويواجه النازحون أيضًا، معاناة أخرى تتمثّل في انتشار الكلاب الضالة في الشوارع، التي كانت قد انتشرت في القطاع وعمدت إلى نهش جثامين الشهداء.
“وضع مأساوي وصعب”
وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، في حديثه للتلفزيون العربي، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “مأساوي وصعب”، خصوصًا بالنسبة للمواطنين النازحين الذين عادوا من الجنوب إلى الشمال ولم يجدوا سوى الدمار والخراب والمنازل المهدمة بالكامل.
ووصف بصل المناطق الشمالية لقطاع غزة والمنطقة الجنوبية لمدينة غزة بأنها تعرضت لما يشبه “زلزالًا كبيرًا”، نتيجة عمليات النسف والقصف الإسرائيلية خلال حرب الإبادة التي استمرت 15 شهرًا ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الخيام ومستلزمات الحياة الأساسية، مما جعل المواطنين يبحثون بشق الأنفس عن خيمة أو حتى غطاء بسيط يقي أطفالهم من البرد.
وأوضح أن عدد الخيام التي دخلت قطاع غزة حتى الآن “لا يلبي بأي شكل حاجة المواطنين”، مشيرًا إلى أن القطاع بحاجة إلى نحو 130 ألف خيمة في مناطق شمال القطاع، في حين لم يدخل سوى 200 خيمة فقط منذ وقف إطلاق النار.
كما أكد المتحدث باسم الدفاع المدني من مدينة غزة على الحاجة الملحة لتوفير المياه للمواطنين العائدين إلى مناطق شمال القطاع، حيث دمر الاحتلال الإسرائيلي آبار المياه والبنية التحتية بشكل واسع.
ولفت كذلك إلى الحاجة إلى إدخال الآلات والمعدات الثقيلة لرفع الركام من الأبنية والمنازل المهدمة بفعل العدوان الإسرائيلي.