هاجم حشد غاضب أمس الأحد قاعة حفلات في مدينة بومباي في غرب الهند، بعد أن قدمت عرضًا سخر خلاله الفنان الكوميدي كونال كامرا من زعيم محلي مقرب من الحزب الحاكم.
ويُعرف هذا الممثل الكوميدي في الهند بانتقاده اللاذع لسياسيي البلاد في عروضه الكوميدية.
وخلال محطة له في العاصمة المالية لأكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم الأحد، هاجم الفكاهي نائب رئيس حكومة ولاية ماهاراشترا، إيكناث شيندي، ووصفه بأنه “خائن”.
“الحرية ليست مطلقة”
وصدرت هذه التصريحات ردًا على قرار شيندي التخلي عن الائتلاف الذي تولى السلطة المحلية في عام 2022.
وعمد العشرات من أنصار شيندي، الذي أنشأ حزبًا هندوسيًا متطرفًا، إلى تخريب قاعة الحفلات التي كان كونال كامرا يؤدي فيها عرضه الأحد.
ولم يعلق إيكناث شيندي على الفور على الحادثة.
لكنّ موقف الفنان لم يلق ترحيبًا من رئيس وزراء الولاية ديفيندرا فادنافيس، الذي انتُخب العام الماضي تحت لواء حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا)، بزعامة رئيس الوزراء الهندوسي القومي المتطرف ناريندرا مودي.
ونقلت صحيفة “إنديان إكسبريس” عن فادنافيس قوله: “بإمكان أي شخص تقديم عروض كوميدية. لكن هذه الحرية ليست مطلقة (…) ولا يمكن التسامح مع إهانة قادتنا”. وتقدم أنصار شيندي بشكوى إلى الشرطة.
واليوم الإثنين، أعلنت إدارة القاعة إغلاقها، مع “البحث عن أفضل طريقة لتقديم منصة للجمهور للتعبير الحر” من دون تعريض أنفسهم “للخطر”.
وتندد منظمات غير حكومية وشخصيات من المجتمع المدني في الهند بانتظام بالتهديدات المتزايدة لحرية التعبير للفنانين، منذ تولي مودي السلطة في عام 2014.
وفي عام 2021، سُجن الفنان المسلم منور فاروقي لأكثر من شهر بتهمة إهانة الآلهة الهندوسية علنًا وفقًا لمنتقديه.