لوّحت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بمقاضاة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام المحكمة العليا، حال استمراره بعرقلة التوصل إلى اتفاق تبادل مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واتهمته بـ “العمل على نسف” المفاوضات.
تهديد العائلات جاء في رسالة وجهتها إلى نتنياهو، وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إذ خاطبت العائلات رئيس الحكومة بالقول: “سنقدم التماسًا إلى المحكمة العليا إذا واصلتم التخلي عن أحبائنا في أسْر حماس”.
وأضافت العائلات: “هناك مؤشرات مختلفة على أن رئيس الوزراء يعمل على نسف المفاوضات. إن رفض إنهاء الحرب يعني التضحية بالمختطفين وتقليل فرصة عودتهم أحياء”.
وذكر البيان أن “هذا انتهاك لثلاثة أحكام قانونية في قانونين أساسيين: الحقوق الدستورية في الحياة، والكرامة الإنسانية، والدفن الكريم”.
كاتس ونتنياهو
وكان مسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي قد اتهموا، أمس الأربعاء، نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، بالإدلاء بتصريحات تضرّ بمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال كاتس خلال زيارة لمحور صلاح الدين على الحدود مع مصر: إن “السيطرة الأمنية على غزة ستبقى في أيدي إسرائيل، وستكون هناك مساحات أمنية ومناطق عازلة ومواقع سيطرة بالقطاع”.
من جانبه، قال نتنياهو، يوم الجمعة الماضي لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية: إن “الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تمامًا”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل لن تقبل بوجودها على حدودها”.
وتعقيبًا على ذلك، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أمس عن مسؤولين لم تسمهم في فريق التفاوض الإسرائيلي، أن “سماع تصريحات وزير الأمن في محور فيلادلفيا من شأنها أن تفجر المفاوضات”.
وأضاف المسؤولون: “من الواضح أننا في أيام اتخاذ القرارات الحاسمة، التي يجب فيها استلام قائمة المختطفين (المحتجزين بغزة)، وهي أيام تتطلب المرونة وحسن النية”.
وخاطبوا نتنياهو وكاتس بالقول: “لا تأخذا هذه النقطة الحاسمة وتعلنا أنكما لن تنهيا الحرب (الإبادة بغزة)، وأن الجيش سيسيطر على غزة”، واعتبروا أن “هذه التصريحات سبّبت أضرارًا جسيمة، إنه ببساطة أمر صادم”.
“مشاورات داخلية”
ورغم مراوغاته المتكررة، ادعى مكتب نتنياهو أن هذا الأخير “ملتزم بإعادة جميع المختطفين، وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب في غزة”.
ومساء الثلاثاء، عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض من قطر لإجراء “مشاورات داخلية”، بعد أسبوع من المفاوضات لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأميركية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع”.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي في قطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.