دون نشيد ولا كرات خاصة… دوري أبطال أوروبا ينطلق الثلاثاء
رغم غياب الأضواء الكاشفة، والشعارات الرسمية، والكرات المزخرفة بعناية، فإن دوري أبطال أوروبا يبدأ هذا الأسبوع بنسخته «الأكثر نقاءً» كما يحب البعض وصفها. فبعد مرور 38 يوماً فقط على سحق باريس سان جيرمان لإنتر ميلان في نهائي ميونيخ، ها هي أولى خطوات النسخة الجديدة من البطولة تنطلق بهدوء بعيداً عن صخب كبار القارة.
وذكر موقع «بي بي سي» العالمي أنه في كووبيو الفنلندية، انطلقت الثلاثاء عند الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش أولى مباريات الدور التمهيدي الأول، بمشاركة 28 فريقاً، جميعها أبطال دورياتها المحلية.
لا نشيد «تشامبيونز ليغ» يسبق صافرة البداية، ولا كرات خاصة من «أديداس» على أرضية الملعب، لكن هؤلاء لا يزالون في قلب البطولة الكبرى. من بين هذه الفرق نادي فيرتوس من سان مارينو، صاحب التصنيف الأدنى بين المتأهلين، الذي يبعد فقط 8 مباريات عن بلوغ مرحلة الدوري الجديدة.
من أصل 55 اتحاداً كروياً أوروبياً، لا يشارك فقط ليختنشتاين (لعدم امتلاكها دورياً محلياً) وروسيا (بسبب استمرار الحظر المفروض نتيجة الحرب على أوكرانيا).
الطريق طويل حتى النهائي المقرر في بودابست بعد 326 يوماً، وغالباً ما ستكون هذه الفرق مجرد هامش في قصة البطولة، لكنها تبقى جزءاً أصيلاً من الحلم الأوروبي.
هل يمكن لفريق أن يشق طريقه حتى النهاية؟
عشرة فرق فقط عبر التاريخ تمكنت من اجتياز جميع الأدوار التمهيدية وصولاً إلى مرحلة المجموعات أو الدوري، كان آخرها سلوفان براتيسلافا الموسم الماضي، الذي تخطى أربعة أندية بينها أبول نيقوسيا وميتييلاند، قبل أن يخسر مبارياته الثماني في مرحلة الدوري. رغم ذلك، حصل النادي السلوفاكي على أكثر من 15 مليون جنيه إسترليني، ولعب 16 مباراة أوروبية، أي أقل بمباراة واحدة فقط من باريس سان جيرمان المتوج باللقب.
أما الفريق الوحيد الذي بدأ من الدور التمهيدي الأول ووصل إلى الأدوار الإقصائية، فكان ليفربول موسم 2005 – 2006، بعد تتويجه بالبطولة في الموسم السابق، لكن دون ضمان التأهل تلقائياً، فاضطُر لخوض ثلاث جولات تأهيلية.
يُعد نادي فيرتوس من سان مارينو الفريق الأدنى تصنيفاً بين المشاركين، حيث يحتل المرتبة 552 من أصل 554 فريقاً في تصنيف الاتحاد الأوروبي. جميع لاعبيه وطاقمه الفني يعملون في وظائف أخرى. في مشاركتهم الأوروبية الأولى العام الماضي، خسروا 11 – 1 أمام ستيوا بوخارست، لكنهم عادوا هذا العام بعد حصد لقب الدوري المحلي مجدداً.
سيواجه الفريق المتواضع نادي زرينيسكي موستار بطل البوسنة. يقول رئيس النادي، بير دومينيكو جيليانيلي: «نعرف أن حظوظنا ضئيلة، لكن مجرد الوجود هنا شرف كبير. هذه المرة سنحاول تقديم أداء مشرف، وهدفنا الفعلي هو بلوغ الدور التمهيدي الثالث في دوري المؤتمر الأوروبي».
نادي نواه، بطل أرمينيا، يشارك للمرة الأولى في دوري الأبطال. تأسس الفريق قبل 8 أعوام فقط، وحقق الموسم الماضي مفاجأة ببلوغه مرحلة الدوري في دوري المؤتمر الأوروبي، رغم خسارته أمام تشيلسي 8 – 0.
تقول مديرة التطوير بالنادي، آنا أوهانيان: «هذه لحظة تاريخية، هدفنا ليس فقط المنافسة، بل إيصال طموح الكرة الأرمنية إلى أوروبا كلها».
سيتواجه نواه مع بودوكنوست بودغوريتسا من الجبل الأسود.
وللعام الثامن على التوالي، يشارك لودوغوريتس البلغاري من الدور الأول. منذ صعوده من الدرجة الثالثة عام 2009، إثر استحواذ الملياردير كيريل دوموشييف، فاز بالدوري 14 مرة متتالية، وشارك مرتين في مرحلة المجموعات.
هذا الموسم سيواجه دينامو مينسك البيلاروسي.
تشهد الجولة مواجهة «ديربي» بين شيلبورن الآيرلندي ولينفيلد من آيرلندا الشمالية، لأول مرة منذ بطولة «سيتانتا» عام 2005. المباراة ستحظى بنقل مباشر عبر موقع وتطبيق «بي بي سي سبورت». المدربان من نجوم البريميرليغ السابقين: جوي أوبراين يقود شيلبورن، وديفيد هيلي مدرباً للينفيلد.
أما الديربي الثاني فسيجمع بين ليفاديا تالين من إستونيا، وRFS اللاتفي، وهو لقاء قد يتكرر لاحقاً في «كأس ليفونيا» الذي يجمع بطلي الدولتين.
أما بالنسبة للفرق البريطانية، فسيواجه «تي إن إس» ويلز فريق شكينديا المقدوني، في إعادة لمواجهة مثيرة عام 2018.
لينكولن ريد إمبس من جبل طارق يواجه فيكينغور من جزر فارو، ويضم بين صفوفه المخضرم لي كاسيارو (43 عاماً)، أما رينجرز الاسكوتلندي فسيبدأ مشواره من الدور الثاني أمام باناثينايكوس اليوناني، في حين يشارك سلتيك من الدور الفاصل.
أما فرق إنجلترا الستة (آرسنال، ليفربول، سيتي، تشيلسي، نيوكاسل، وتوتنهام) فتبدأ مباشرة من مرحلة الدوري.
وماذا عن الخاسرين؟
الخاسرون في هذا الدور لن يغادروا أوروبا تماماً، بل ينتقل معظمهم إلى الدور الثاني في تصفيات دوري المؤتمر. لكن هناك استثناءين – من خلال قرعة عشوائية – سيلعب فريقان خاسران في الدور الثالث مباشرة، هما فيرتوس ولينكولن.
الفرق الخاسرة في الدور الثاني من تصفيات دوري الأبطال تنتقل إلى تصفيات الدوري الأوروبي بدلاً من دوري المؤتمر.