استشهد وأصيب، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، عشرات الفلسطينيين جراء تواصل قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، خلال اليوم الثالث لاستئناف تل أبيب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على القطاع.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي، عبد الله مقداد، من دير البلح بغزة، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت عشرات الغارات منذ منتصف ليل أمس وحتى فجر اليوم، وارتكبت مجزرة في بيت لاهيا شمال القطاع، حيث استهدفت بيت عزاء في حي السلاطين هناك، ما أسفر عن استشهاد نحو 24 فلسطينيًا وإصابة العشرات.
أكثر من 40 شهيدًا
وأضاف مقداد أن المنطقة الجنوبية من القطاع نالت النصيب الأكبر من العدوان خلال الساعات الماضية، حيث استهدفت طائرات الاحتلال المنازل السكنية، لا سيما في شرقي خانيونس، كما طال القصف خيام النازحين في المنطقة الغربية من غزة، وتحديدًا في المواصي.
وأكد المراسل أن الحصيلة الأولية للعدوان منذ منتصف الليل وحتى فجر اليوم تخطت 40 شهيدًا، إضافة إلى عشرات المفقودين الذين لا يزالون تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف.
وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى أن القصف الإسرائيلي تزامن مع تحركات ميدانية، إذ سيطرت قوات الاحتلال على محور نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وشرع جنود الاحتلال بإطلاق النار على منطقة حي الزيتون في جنوب شرق المدينة، كما قصفوا بالمدفعية المناطق المجاورة للمحور.
من جهته، أشار المركز الفلسطيني للإعلام إلى أن 12 فلسطينيًا من عائلة واحدة استشهدوا جراء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة أبو دقة في بلدة الفخاري.
كذلك، يتعرض شارع الرشيد الساحلي لعمليات إطلاق نار مستمرة من قبل قوات الاحتلال، التي كانت قد انسحبت منه مع بدء تطبيق عملية وقف إطلاق النار خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، الأمر الذي أثر بشكل كبير على تحركات سكان القطاع بين وسط غزة وشمالها، وفق مراسل التلفزيون العربي.
تجدد العدوان
وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة، فجر الثلاثاء الفائت، بعد توقف لأكثر من شهرين، ما أسفر عن استشهاد ما يزيد على 400 فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة المئات بجروح مختلفة.
ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.
ويأتي استئناف العدوان على قطاع غزة، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية، كما أن الطائرات أغارت الليلة محيط مستودع لتوزيع المساعدات الغذائية في منطقة معن شرقي خانيونس.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يومًا من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس و إسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي.
وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ ترغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل، فيما وجهت حكومته إنذارًا أخيرًا” لسكان القطاع الفلسطيني إذا لم تفرج حركة حماس عن المحتجزين لديها.
“تحت النار”
وقبل التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة، أكدت حماس أنها “لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقّع من كل الأطراف”، وفق ما قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية طاهر النونو لوكالة فرانس برس الأربعاء.
لكنّ تصريحات حماس جوبهت برفض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حذّر من أن المفاوضات حول الافراج عن الأسرى الذين لا يزالون في غزة “لن تجرى من الآن فصاعدًا إلا تحت النار”.