ارتفع عدد قتلى حرائق الغابات التي تشهدها مدينة لوس أنجلوس إلى 16 شخصًا على الأقل، بينما حذّرت السلطات الصحية السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان الحرائق، وحضّتهم على ملازمة منازلهم.
ووسط تحذيرات من هبّات رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلًا في الساعة، ما قد يزيد الأمور سوءًا، كثّفت السلطات جهود مكافحة النيران على الأرض، حيث ألقت طائرات مياه ومواد إطفاء الحرائق على تلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس في المدينة.
وتجتاح ستة حرائق غابات متزامنة أحياء في مقاطعة لوس أنجلوس منذ يوم الثلاثاء الماضي، حيث أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية، وألحقت أضرارًا ودمّرت 12 ألف مبنى.
ورغم احتواء 11% من الحرائق في حي باسيفيك باليساديس، و15% من حريق إيتون، أتى الحريقان الكبيران على 36 ألف فدان، أي ما يُعادل مرتين ونصف المرة من مساحة مانهاتن.
وتُشير التقديرات إلى أنّ عدد المفقودين يصل إلى 13 على الأقل حتى الآن. ومن المتوقّع أن يرتفع عدد القتلى بمجرد أن يصبح الوضع آمنًا بما يسمح لرجال الإطفاء إجراء عمليات تفتيش من منزل إلى آخر.
وخلال اندلاع حرائق كاليفورنيا، احترقت مواد بلاستيكية وكيميائية ووقود ومواد بناء، ما أدى إلى انتشار جسيمات سامة في هواء المنطقة المكتظة بالسكان.
دعوات لالتزام المنازل
وفي هذا الإطار، قال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس في مؤتمر صحفي: “نحن جميعًا، نُواجه دخان حرائق الغابات وهو مزيج من الجسيمات الصغيرة والغازات وأبخرة الماء، التي تدخل إلى الأنف والحلق وتسبب التهاب الحلق والصداع”.
وحثّ الأشخاص الذين يتمتّعون بصحة جيّدة على البقاء داخل المنازل قدر الإمكان واستخدام نظام لتنقية الهواء، وأوصى من يضطرون للعمل في الهواء الطلق بوضع كمّامة للوقاية من الجسيمات الدقيقة.
ودعا الشباب وكبار السن والمرضى إلى توخّي الحذر.
كما حظرت السلطات الصحيّة استخدام آلات مثل نافخات أوراق الشجر، التي يُمكن أن تنفث الأبخرة الخطرة.
تحذيرات من تزايد النيران
وتلقّى السكان تحذيرات من احتمال تدهور الأحوال الجوية خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ما قد يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران.
وحذّرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من تفاقم رياح سانتا آنا، وهي رياح شرقية حارة وجافّة، إذ من المتوقّع أن تشتدّ قوة الرياح خلال الساعات المقبلة في مقاطعتَي لوس أنجلوس وفينتورا لتصل سرعتها إلى 30 ميلًا في الساعة، مع هبات رياح بسرعة 70 ميلًا في الساعة.
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في الهيئة روز شونفيلد: “نحن في فترة متواصلة من طقس الحرائق الخطير حتى يوم الأربعاء”. ومن المتوقع أن تهدأ الأحوال الجوية بحلول يوم الخميس.
وقال تود هوبكنز، المسؤول في إدارة الإطفاء بولاية كاليفورنيا، إنّ حريق باليساديس امتدّ إلى حي ماندفيل كانيون، مشيرًا إلى وجود مخاوف من وصول الحريق إلى حي برينتوود الراقي الذي يعيش فيه مشاهير.
وصدرت أوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص، ما يعني وجود 57 ألف مبنى في دائرة الخطر. بينما تلقّى 166 ألفًا آخرين تنبيهات بأنّهم قد يضطرون إلى إخلاء منازلهم.
وسارعت سبع ولايات مجاورة والحكومة الاتحادية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة، والطواقم على الأرض لإخماد الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.