كشفت تسريبات إعلامية إسرائيلية، مساء اليوم الإثنين، عن “اتفاق” بشأن إنهاء أزمة إطلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها: إنّ حركة حماس ستسلم مصر (الوسيط في الاتفاق) جثماني محتجزين إسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن نصف أسرى الدفعة السابعة.
“الترويج لأجواء إيجابية”
وأضافت هذه المصادر التي لم تسمها القناة العبرية، “بعد اكتمال التسليم الأول والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ستسلم حماس مصر محتجزين اثنين آخرين”.
وأشارت القناة 12 نقلًا عن مصادر إلى أن “تسليم حماس الأول لجثماني محتجزين إسرائيليين قد يجري خلال 24 ساعة”، بينما أفاد مراسل التلفزيون العربي، أحمد دراوشة، بأن الاحتلال “يروج لأجواء إيجابية” بشأن هذه القضايا، إضافة إلى “تمديد” المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
من جانبه، نقل موقع “واللا” العبري عن مسؤول إسرائيلي حديثه عن “موافقة” حماس على “وقف مراسم تسليم رفات المحتجزين، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشدد في موقفه للإفراج عن 4 جثث”، حسب المصدر.
“الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة”
في المقابل، وفي حديثه للتلفزيون العربي، حمّل عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عما سيحدث في حال عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف الهندي أن حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية نفذت كل ما تم الاتفاق عليه، إلا أن العدو الإسرائيلي يتلكأ ويماطل، في محاولة منه للتنصل من أي اتفاقية أو معاهدة.
وطالب الهندي الوسطاء في الاتفاق والمجتمع الدولي بـ”لجم العدو الذي لا ينطق إلا عن باطل”، مضيفًا أن الشروط التي وضعها نتنياهو “تعجيزية، وتحاول الهيمنة على المقاومة”.
وأكد أن المقاومة ملتزمة بالاتفاق في حال التزام الاحتلال الإسرائيلي به، مضيفًا أنهم كانوا يأملون في أن “يتم تنفيذ بنود الاتفاق بكل سهولة ويسر”، وفق قوله.
تل أبيب لا تستبعد تمديد وقف إطلاق النار
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن تل أبيب لا تستبعد تمديد وقف إطلاق النار مع حركة حماس مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة.
وجاءت تصريحات ساعر، اليوم الإثنين، خلال لقاء مع وزراء خارجية من الاتحاد الأوروبي ضمن زيارته الدبلوماسية إلى بروكسل، على هامش اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وأضاف ساعر: “نحن ملتزمون بإطلاق سراح مختطفينا وبأهداف الحرب التي حددناها”، في إشارة إلى “القضاء على حماس وإعادة الأسرى وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل”.
وفي وقت سابق من اليوم، نقلت القناة عن مسؤول مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله: إنه “حاول بذل كل جهد ممكن لمواصلة المرحلة الأولى وتمديدها”.
وتعرقل إسرائيل حتى الآن إطلاق سراح 620 أسيرا فلسطينيا كان من المقرر الإفراج عنهم السبت بعد وفاء حماس بالتزامها ضمن الصفقة.
وكان نتنياهو قد قرر فجر الأحد أن تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين سوف يستمر إلى حين ضمان إطلاق سراح الدفعة التالية دون ما وصفها بـ “المراسم المهينة”.
وبدعم أميركي، شنت إسرائيل حربًا على غزة استمرت من 7 أكتوبر 2023 حتى 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وأسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.
وفي 19 يناير الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.